عبد الله مسار يكتب : على ماذا تتكبّر أيها الإنسان

من أنت…؟

أنا الطبيب الفلاني، وأنا الصيدلاني الفلاني، وأنا العالم الفلاني، وأنا المهندس الفلاني، وأنا القاضي الفلاني، وأنا رجل الأعمال الفلاني، وأنا التاجر الفلاني، وأنا الزعيم الفلاني، وأنا من العائلة الفلانية، وأنا ابن الذوات الفلانيين، وأنا من الجنسية الفلانية، وأنا، وأنا، وأنا وهكذا.

وهل تعلم ان ما من مخلوق في الدنيا وعلى الأرض خلقه الله، ألا يفوقك علماً؟

الحوت الازرق وزنه مائة وخمسون طناً وكم وزنك انت؟

أعلم علماء الارض الذي لديه اعلى الشهادات في الجغرافيا وعلوم الفلك والزلازل لا يمكنه أن يتنبأ إلا قبل ثانية من وقوع الزلازل ولكن الحمار يتنبأ به قبل وقوعه بخمس عشرة دقيقة! وللكلب حاسة شم تفوق شم الإنسان بمليون ضعف.. الصقر يرى ثمانية أضعاف ما يراه الإنسان وهي في علياء السماء يرى السمكة تحت الماء وينقض عليها في أعماق المياه.. تعيش اسماك في خليج مريانة في المحيط الهادي وهو اعمق مكان في الارض 12 ألف متر تحت سطح الماء، وأحدث غواصة في العالم تستطيع الوصول الى عُمق سبعة آلاف متر تحت سطح الأرض، ألا تتحطم من ضغط الماء، ولكن السمكة تمشي وتسبح في خليج مريانة بكل سهولة.

هنالك حيوانات اذا فسد أحد اسنانها نما مكانه سن جديد هل يوجد في طب الأسنان؟

هنالك حيوان لو قطعت يده نمت له يد جديدة هذا فوق طاقة البشر.

هنالك نوعٌ من الديدان لو قسّمتها قسمين ينمو برأسها ذنب ولذنبها رأس، إذن من أنت؟

أنت تحت ألطاف الله، أنت في قبضة الله، وجسدك وسلامتك بيد الله، وزوجك وأولادك وأهلك ورزقك بيد الله.

وأنت لا شيء بلا رحمة الله، لو أن نقطة دم كرأس الدبوس تجمدت في أحد شرايين دماغك لفقدت كل ذاكرتك وخبراتك ومعلوماتك.. على ماذا تتكبّر أيها الإنسان؟

سأل النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا جبريل هل انت تضحك؟

قال له نعم

قال له النبي صلى الله عليه وسلم متى؟!!

قال عندما يخلق الإنسان ومن أول ما يولد إلى أن يموت وهو يبحث عن شيء لم يخلق في الدنيا

فتعجب النبي صلى الله عليه وسلم وقال ما هو الشيء الذي يبحث عنه الإنسان ولم يخلق في الدنيا!!

فقال جبريل الراحة

ان الله لم يخلق الراحة في الدنيا بل خلقها في الآخرة.

إذن أيها الإنسان عَلامَ تتكبّر

وانت مخلوق ولست خالقا، تحيا وتعيش وتموت بيد الله.

ولكن انه الجهل والغرور وحب الذات.

ألا تعلم ان فرعون لم يلد فرعونا ولكن فرعنه الناس لما لم يثنوه على البطر وادعاء الألوهية.

أيها الإنسان تواضع يرفعك الله.

عش في الدنيا كعابر سبيل لأن الدنيا دار فناء وليست دار بقاء.

(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ).

اتعظ أيها المتكبر

أين فرعون

أين هامان

أين النمرود

وأين وأين وأين!!!؟

صحيفة الصيحة

Exit mobile version