البيئة التي نشـأ فيها هي في حـد ذاتها لـوحـة فنيـة جمالية .. وردي .. مبدع حتى في إطلاق الأسماء على أبنائه

لوحة فنية جمالية

الراحل الجميل محمد عثمان حسن وردي، البيئة التي نشـأ فيها هي في حـد ذاتها لـوحـة فنيـة جمالية فريدة من نـوعها، هناك عاش مراحل صياغته الفنية الأولى، وذهب إلى المدرسة وتعلم العزف على آلـة الطنبور، وهي آلة الشمال الموسيقية، كان مايزال طفلاً صبياً يربو عمره عن الخمس سنوات عندما تعلم العزف على الطنبور؛ ولا غرو فجميع أسـرة وردي كانوا يعزفون على آلة الطنبور تقريباً، ويقال إن والـدتـه كان صوتها جميلاً جداً ولم يرها جيِّداً وردي، لأنها توفيت وهو طفل صغير.

الطفل اليتيم

عاش بعدها مع أهل والده مع أن العادة جرت أن يعيش الطفل اليتيم مع أهل أمه التي فقدها خاصة وهي ابنة العمدة، لكن جاء الإصرار من أهل أبيه أن يشملوه برعايتهم ، وكان أبوه عثمان حسن صالح، ليس له شيء في الدنيا غير زراعته، يطوِّقه بعطف غير عادي ويسعى لتعويضه عن فقدان أمه. كان جده لأمه وجده لأبيه على قيد الحياة اللذان أحاطاه بالرعاية بعد وفاة والده بسبب الالتهاب الرئوي عام 1941م، كفله بعد ذلك عمه صالح وردي، وهو مساعد طبي قبل وفاة والده وعمره تسع سنوات . يذكر وهو صغير كانت لديه هواية الغناء خاصة عندما يذهب إلى جزيرة (واوسي بصواردة) التي كان يزرعها أهل البلدة ولد الفنان ( محمد وردي) في قرية صواردة على بعد (207 كلم)، جنوب وادي حلفا في 19 يوليو 1932م .

أسماء فنية لأبنائه

وردي له سـتة أبـنـاء، أكبرهم عبدالوهاب وحسن وحافظ وصباح وجوليا ومظفَّر. من الملاحظ كلها أسماء فنية، (صباح) سميت على الفنانة صباح عندما زارتهم في المنزل، وصادف -أيضاً- ميلاد صباح، وعبدالوهاب سمي على الموسيقار المصري محمد عبدالوهاب، وحسن وردي على جده، وحافظ على الدكتور حافظ الشاذلي أظهره للحياة كمولود، ومظفَّر على الشاعر مظفر النواب، وجوليا اسم أعجب وردي، ويقال إنـه على اسم الفنانة الفلسطينية الشهيرة جوليا، الابنة الكبرى صباح تزوَّجت من قريبها الموسيقار الفاتح يس علي البدر وهو ابن خالتها، جد وردي، ويسمى حسن وردي تزوَّج لأول مرة من نعمة علي بلال وهي شقيقة حسن وحسين بلال وأنجبت له أبناءه الكبار، صالح، عثمان وعبدالوهاب .

كتب: سراج الدين مصطفى
صحيفة الصيحة

Exit mobile version