حتمية الشراكة
بات في حكم المؤكد حتمية المواجهة ما بين الكيزان والشيوعيين في الملعب الضبابي. وبكل تأكيد سوف يكون الطقس السياسي ساخنا. وبلغة أهل الرياضة نحن في شوط المدربين (الشاطر يكسب) وفق مهارة التكتيك المبنية على كروت اللعبة.
ونحن مقبلون على حوار مفروض من المجتمع الدولي حتى ينهي حالة اللادولة الحالية. لذلك كان لزاما على فولكر عقده كما اقتضت ضرورة المصلحة الغربية في السودان.
وهذا الواقع فرض على الشيوعيين الدخول للميدان بأي صورة كانت. وها هم عبر واجهاتهم المتعددة مقبلون على ذلك. حيث أعلنوا الدخول عبر واجهتهم الأولى (حزب مريومة) بشروط. جاء ذلك في بيان لحزب مريومة مع الإتحادي الأصل. وكذلك عبر الواجهة الثانية (لجان القمامة) حيث دخلت السفارة الأمريكية في الخط متخطية جميع الأعراف الدبلوماسية بدعوتها لمقابلة تلك اللجان لمسؤولة كبيرة لحثها لهم للدخول في عملية الحوار.
أضف لذلك الإعلان عن جدول التصعيد (التوري) من أجل فرض واقع جديد بالعنف المفرط بمهاجمة مقار الشرطة بقوات الحلو ونور المتمركزة بالعاصمة (تسعة طويلة). وكذلك بإثارة العاطفة لكسب الشارع وفق مخطط القتل المعد بعناية في دهاليز الحزب.
ونتوقع ظهور بقية اللافتات (تجمع الوهميين ولجنة الأطباء المركزية… إلخ) على طول طريق الحوار. ومقابل ذلك لم يدخر الكيزان أي كرت مكتسب من خبرتهم الطويلة في ميدان السياسة لمثل ذلك الحوار. وهدفهم إيقاع ثعلب الشيوعيين في شباك الإنتخابات.
أما المؤسسة العسكرية وعلى لسان البرهان تجدد إلتزامها بالعمل على إنفاذ مخرجات الحوار والنأي من المعترك السياسي. وهذا الموقف في حد ذاته قوة دفع لإنجاح الحوار.
وخلاصة الأمر هناك حكومة مقبلة (شراكة) ما بين الكيزان والشيوعيين بطريقة غير مباشرة وفق مخرجات فولكر الحوارية.
وبعدها حكومة كيزانية صرفة عبر صندوق الناخب عقب نهاية الفترة الإنتقالية. وحينها سوف يكتب المؤرخون (كان يا ما كان في قديم الزمان حزب شيوعي حكم السودان بالفهلوة وعدم الفهم في غفلة من الزمان).
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأربعاء ٢٠٢٢/٦/٨