حينما ضربت الصاعقة طائرة سودانير بايطاليا ودهشة المسؤول الامريكي

هل لتميُز الطيار السوداني علاقة بالمورثات والبيئة التي نشأ فيها، فاتصافه بالشجاعة والجراءة في إتخاذ القرار عند المواقف الصعبة التي تمُر به وهو مُحلقاً بالطائرة ظلت تحدث فارق في مردوده، وكثيرة هي المواقف التي اثبت فيها الطيار السوداني صلابة وثبات.

في زمن نضر وجميل كانت طائرات سودانير تجوب عشرات المطارات العالمية، أقلع الكابتن عثمان السيد والكابتن عبدالفتاح ساتي بطائرة سودانير من مطار روما في طريق عودتها إلى الخرطوم عبر القاهرة، كان كل شئ يمضي حسبما هو مُخطط في جدول الرحلة غير أن الطقس لم يكن مطمئناً بحسب ما أظهره الرادار حيث كانت الُسحب تغطي السماء وبعد الإقلاع بدقائق معدودة واجهت الطائرة سُحب رُكامية وكانت السماء ترعِد وتبرُق، فجأة اهتزت الطائرة بصورة عنيفة وسطع ضوء قوي وارتفعت الحرارة داخلها وتوقفت الإضاءة وبدأ صوت يرتفع على الجانب الأيسر من مُقدمة الطائرة، لحظتها ولتوتر العلاقة بين السودان وليبيا أعتقد البعض أن ثمة قنبلة قد انفجرت بالطائرة،

وفي خضم أجواء الرعب هذه حافظ الثنائي الاسطوري عثمان السيد وعبدالفتاح ساتي على رباطة جأشهما بعد أن أدركا أن صاعقة قوية ضربت الطائرة واحدثت فيها أضرار، فكان الحوار بينهما سريعاً بين مواصلة الرحلة إلى القاهرة حسبما رأي كابتن ساتي والعودة إلى مطار روما وهو مقترح كابتن عثمان فكان أن استقرا على العودة مجدداً، ولكن هذا يعني دخول الطائرة مرة اخري مجال السُحب والصواعق شاسعة المساحة غير أنهما ومع إرتفاع الصوت وانطفاء الاضاءة وتوقف عدد من القراءات ورعب الركاب قررا عبور منطقة الخطر مجدداً لعدم إمكانية تغيير المسار، وبالفعل هذا ماحدث وعند الإستعداد للهبوط فقد وضح لهما حسب القراءة في الشاشة عدم إستجابة الإطارات للهبوط ولكن بخبرتهما تعاملا مع الموقف العصيب وهبطت الطائرة بسلام وسط إهتمام كبير من سلطات مطار روما.

وبعد أن اخضع مهندس إثيوبي الطائرة لمُعاينة لمعرفة آثار ماحدث، سأل السيد وساتي متعجباً عن كيفية قيادة الطائرة فقد كشف عن تهشم مقدمتها وحدوق شق في أحد الأجنحة، وذات الدهشة تملكت المسؤول الأمريكي عن الأمن بمنطقة القرن الأفريقي الذي كان على متن الطائرة الذي أبدى إعجابه بشجاعة الكابتنين ساتي والسيد وأكد أنهما اشجع طيارين عرفهم.
لتقضي الطائرة أيام في مطار روما بعد أن تم اخضاعها للصيانة لتعود إلى الخرطوم بعد أن اثبت الكابتن عثمان السيد والكابتن عبدالفتاح ساتي قولاً وفعلاً أن الكابتن السوداني إبن بيئته التي غرست فيه شجاعة وشهامة وانسانية.

صديق رمضان
طيران بلدنا

Exit mobile version