تشهد دول الساحل والصحراء، أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وخطاب كراهية في السودان والجارة تشاد، ونمو حركات تكفيرية وجهادية في مالي والنيجر، واحتمالات تقسيم وحروب قادمة، وكلها السودان ليس بمعزل عنها، ودول وشعوب أفريقيا تتأثر بما حولها. تم طرد فرنسا من مالي، وانتقلت المطالب إلى تشاد وربما دول أخرى.
وفي مالي الآن مواطنو أزواد يطالبون بالاستقلال وقيام دولتهم المستقلة، ويتشكل المجتمع الازوادي من العرب والطوارق والسنغاي والفولاني، وعمت الروابط الاجتماعية والتاريخية بينهم حس الانتماء لأزواد.
وفي عام 2012، أعلنت أزواد كدولة مستقلة عن مالي من طرف الحركة الوطنية لتحرير أزواد، وشملت مجلساً يومها تكون من 28 عضواً في عاصمة الدولة الوليدة تمبكتو، ولم تحظ الدولة بالاعتراف الدولي والإقليمي.
ومن الحركات الناشطة في شمال مالي أيضاً الحركة العربية الازوادية التي تتبنى الكفاح المسلح، وازواد بها أهم ثلاث ولايات من ولايات دولة مالي، وهي تمبكتو وغاو وكيدال، وكانت هذه المناطق في شمال مالي قد طالبت فرنسا في الاستقلال بعدم إلحاقها بدولة مالي، إلا أن فرنسا تجاهلت الوثيقة.
وتُحظى بعض الحركات في شمال مالي بدعم حركات تعتبر نفسها مدافعة عن حقوق الأمازيق، وآخرون يعتبرون العربية والفرنسية متساويين بأنهما لغة رسمية للبلاد، وتشهد أزواد الآن هجوماً إرهابياً من التنظيمات الجهادية أدت إلى تهجير ونزوح، في حين ترى تنسيقية الحركات الأزوادية أن خوض حرب بحجم محاربة الإرهاب هي حرب تحتاج إلى اعتراف بأزواد ككيان له سيادة ونظام سياسي وقانوني، وكذلك إعداد العدة اللازمة للحرب مهما كانت الظروف حتى لو كانت الضحية الشعب الذي يُطالب بحقوقه بالإضافة إلى كونها حرب استنزاف طويلة الأمد، حرب القصد منها تغيير مسار حرب التحرير إلى محاربة تنظيمات عابرة.
هكذا تقول بعض التنظيمات في أزواد وربما تكون محقة فيما تقوله، عموماً هذه مؤشرات الحروب من بورتسودان إلى تمبكتو وكيدال، ومن البحر الأبيض المتوسط إلى بانقي ودولة مستقلة لأزواد في شمال مالي قادمة بالوقائع على الأرض سواء كانت عسكرياً أو سياسياً أو تاريخياً، والآن هنالك خياران لحل الأزمة هو حل دبلوماسي بالتفاوض وهذا الحل كان في السابق تدعمه أمريكا والجزائر وموريتانيا وبوركينوفاسو.
والحل الآخر عسكري تدعمه النيجر وفرنسا ونيجيريا وتشاد منذ الراحل إدريس ديبي.
عموماً كل الحلول مكلفة لباماكو والحل السياسي الدبلوماسي أقصر الطرق وأنجع الحلول، فأهل أزواد يحق لهم أخذ حقوقهم وقيام دولتهم المُستقلة>
وثقافة التظاهر والمطالب السلمية انتقلت إلى مالى حيث خرجت في ولاية مينكا مظاهرات حاشدة ضد المجازر المتكررة التي تنتهجها حركـة (داعش) ضد المدنيين في عدة مناطق بالولاية.
كما استنكر المتظاهرون بشدة، صمت السلطات الانتقالية في حكومة مالي، وكذلك المجتمع الدولي عن هذه المجازر البشعة.
وبحسب المتظاهرين، أمس، فإن سلامة المواطنين ومكافحة انعدام الأمن من أولويات الدولة المالية.
ودعت المظاهرات التي خرجت في قلب مدينة مينكا إلى توقف المجازر الإجرامية ضد المدنيين في ولايتي مينكا وڤاو.
يُذكر أنّ عناصر الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى الموالين لداعش، قاموا بمجازر بشعة ضد المدنيين في مناطق تاملت وإنشنانن وأضرنبوكار وإميس إميس وتلاتايت وأضرنميل، وغيرها من المناطق في ولايتي غاو ومينكا وصلت إلى مقتل أكثر من 500 مدني ونزوح أكثر من 15000 آخرين وإخلاء مدن بأكملها وهذا عمل إجرامي تقوم به الجماعات الإرهابية التي تدعي الدين والإسلام.
صحيفة الصيحة