قيل إنّ نزاعاً تمّ يوماً بين هدهد وغراب حول بئر ماء وادعى كل واحد منهما أنه صاحب الحفرة وقد حفرها هو وقام بينهما الخصام ولم يستطيعا حل ذلك الخلاف.
وبعد أن تطاول النزاع اتفقا على أن يحتكما الى قاضي الطير، فذهبا إليه في محكمته وتخاصما عنده وسردا له قصتهما وموضوع التنازع بينهما، فطلب منهما البينة أي كل يقدم دليله أن الحفرة من نصيبه.
فنظرا الى بعضهما والتزما الصمت وطال صمتهما، وهنا علم القاضي بأنه لا بيِّنة لأي واحد منهما على الآخر.
ثم حكم قاضي الطير بأنّ الحفرة للهدهد.
فقال له الهدهد مُتعجِّباً لِمَ حكمت لي بالحفرة أيها القاضي؟
فرد القاضي قائلاً:-
لقد اشتهرت أيها الهدهد بين الطيور بالصدق فقالوا (أصدق من هدهد)؟!
فسكت الهدهد للحظة ثم قال: (إن كان الأمر كما قلت، فإنني والله لست ممن يشتهر بصفة ويفعل خلافها). هذه الحفرة للغراب، لئن تبقى لي هذه الشهرة أفضل عندي من ألف حفرة.
إذن سمعتك الطيبة هي رأس مالك وهي ستعيش أكثر منك وتبقى بعدك، فتشبّث بها وحافظ عليها واجعلها تدافع عنك في حياتك وحتى بعد موتك.
وكن كبيت الشعر:
قد مات قوم وما ماتت شمائلهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
وكذلك سيل/// سيد الخلق هل يسرق المسلم وهل يزنا. قال نعم وقيل هل يكذب المسلم قال لا.
إذن الصدق من الإيمان والدين.
إذن أيها القارئ حافظ على ذلك وكان العرب يعلمون صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك كانوا يسمونه الصادق الأمين وحكموه فيما بينهم في وضع الحجر الأسود.
إذن كُن صادقاً صدوقاً لتذهب سيرتك بين الناس في الدنيا وتُثاب في الآخرة.
تحياتي،،
صحيفة الصيحة