عيساوي: تنسيقية ترك
إذا كان الصراع بين اليسار واليمين هو عنوان الواقع المشاهد. لكن هناك صراع يهدد بنية الدولة السودانية ظهر للعيان مؤخرا. وقد كتبنا بالأمس مقالا تحت عنوان (صراع الوجود) في إشارة لتنسيقية ترك التي أعلن عنها قبل يومين. وما أن نزل المقال بالميديا حتى أتت التعليقات تترى هاتفيا وكتابة.
ومن زاوية القاعدة الفقهية (بأن ناقل الكفر ليس بكافر). نورد بعض التعليقات المتفق عليها. هناك أصوات من دارفور صبت جام غضبها على سلام جوبا. وحملته كل المصائب التي حلت بالسودان عامة. ودارفور خاصة. وقد أشارت لإزدياد القتل والتشريد للمواطن الدارفوري بعد توقيع مسار دارفور. بل قزمت المسار في اتفاق ثنائي ما بين الزغاوة والرزيقات. وهذا هو أس البلاوي الذي أشعل فتيل الأزمة الأخيرة.
ومن الجزيرة المروية من أشار لانفجار الوضع في أقرب وقت. وقد ذكر الكثيرون بأن حالة الاحتقان قد بلغت الذروة بين أهل الكنابي وأهل المنطقة. بل حمل بعضهم حركات سلام جوبا المسؤولية كاملة.
وزاد بعضهم أن الكنابي أصبحت مستودع لأسلحة تلك الحركات التي تريد فرض واقع جديد بقوة السلاح. ومن الشمال هناك من أقر بأن العيش في ظل الدولة الواحدة ما عاد ممكن. وقد رفع شعار (الانفصال سمح). لأن الخطاب العنصري لبعض قادة سلام جوبا تجاه الشمال (الجلابة) قد زاد طين الواقع بلة.
والشرق متفق تماما مع رؤية الوسط والشمال للواقع. وبجملة القول قد اتفقت كثير من الآراء بأن سلام جوبا هو المعضلة الحقيقية التي تهدد بنية الدولة. عليه نرى أن سلام جوبا ليس قرآن منزل (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه). بل هو من وضع البشر. لذا مراجعته اليوم قبل الغد مطلب شعبي. وخلاف ذلك فإن الأمور غالبا ما تتدحرج للهاوية. وحينها لا ينفع الندم.
وخلاصة الأمر رسالتنا للقائد حميدتي: (إن سلام جوبا بوضعه الحالي سوف يفقدك الكثير والكثير من التعاطف الجماهيري من أهل التنسيقية. خاصة والبلاد مقبلة على إنتخابات).
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الخميس ٢٠٢٢/٦/٢