(طرد فولكر) هل تستجيب الحكومة أم تكتمل التسوية السياسية؟
بدأ الرفض الشعبي لبعثة الأمم المتحدة بالسودان ورئيس فولكر بيرتس يذداد، حيث أعلنت الهيئة الوطنية لمناهضة التمديد للبعثة الأممية بالسودان والداعية لرحيل فولكر بيرتس رئيس البعثة ، عن تسيير مسيرة حاشدة غدا الأربعاء للمطالبة بطرد فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان، كما نفذت الهيئة اليوم ثلاث وقفات احتجاجية صامتة أمام سفارات روسيا والصين وفرنسا باعتبارها من الدول المؤثرة في اتخاذ القرارات ودائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وسلمت الهيئة سفارات روسيا والصين وفرنسا مذكرات احتجاجية تطالب بعدم تمديد فترة البعثة الأممية بالسودان.
وفي ذات دعا المكتب التنسيقي لتنسيقيات المفصولين تعسفيا من الخدمة المدنية، للمشاركة في المسيرة المطالبة بطرد فولكر بيرتس، بينما أعلن التيار الإسلامي، مساندته لمسيرة الأول من يونيو غد الأربعاء، التي دعت لها الهيئة الوطنية لمناهضة التمديد للبعثة الأممية والداعية لرحيل فولكر والبعثة الأممية.
سؤال جوهري
وبرز ثمة سؤال يطرح نفسه . هل تستجيب الحكومة السودانية للضغط الشعبي المطالب بطرد فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان.. ام تستمر جهود فولكر لاكمال التسوية السياسية…؟
و استبعد خبراء ومحللون سياسيون، أن تدفع الضغوط الشعبية وتسير المسيرات الحكومة السودانية، الي طرد فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان، خاصة وان الحكومة هي من جاءت بفولكر وطلبت منه لعب دور مسهل للحوار بين أطراف الأزمة السودانية، بل استجابت لمطالبه بتهيئة المناخ للحوار برفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، كما تعول الحكومة علي فولكر بيرتس في التوصل إلى توافق وتسوية سياسية يكون المكون العسكري جزءا منها ، فضلا عن الدعم الدولي الذي يحظى به فولكر بيرتس من امريكا والغرب كممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان.
طرد فولكر لصيانة السيادة الوطنية
ودعا التيار الاسلامي في بيان ممهور بتوقيع المتحدث بإسمه حسن عبد الحميد امس، إلى طرد فولكر من البلاد، من أجل صيانة السيادة الوطنية وتحصينها من التدخل الخارجي السافر في شؤون البلد الداخلية.
وأضاف البيان: وحفاظا على القرار الوطني السوداني من الارتهان والتبعية وتمسكا بوحدة السودان شعبا وأرضا، يبارك التيار الإسلامي العريض ويساند ويؤيد مسيرة الأول من يونيو ٢٠٢٢م ويوجه التيار الإسلامي العريض فصائله ومكوناته وقواعده بالمشاركة الفاعلة فيها ويدعم التيار الإسلامي العريض أي جهد وطني في هذا الاتجاه”. وتابع البيان “ويدعو التيار كل الأحزاب والمكونات الوطنية بمختلف توجهاتها للاصطفاف من أجل السيادة الوطنية واستقلال القرار وطرد المستعمر الجديد ورفض أي تجديد أو تمديد له ولبعثته الاستعمارية.
تسليم مذكرات بطرد فولكر
وفي السياق نفذت الهيئة الوطنية لمناهضة التمديد للبعثة الاممية اليوم ثلاث وقفات إحتجاجية صامتة أمام سفارات كل من روسيا والصين وفرنسا بالخرطوم، بإعتبارهم من الدول المؤثرة في إتخاذ القرارات ودائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وسلمت خلالها مذكرات نطالب بعدم التمديد لبعثة الأمم المتحدة بالسودان، ومغادرتها البلاد، وعدم التدخل في الشؤون الداهلية وانتهاك سيادة البلاد. وجاء في المذكرة: نطالبكم كدول تحترم حقوق الدول الاخري وسيادتها العمل علي انهاء تفويض البعثه فوراً وإلغاء مهمة فولكر بيرتس لفشله التام في تحقيق اي تقدم في الملفات الموكله اليه ولانتهاكه لسيادة بلادنا والتدخل في شأننا الداخلي.
خروج الأغلبية الصامتة
وفي السياق ذاته دعت التنسيقية العليا المفصولين تعسفيا من الخدمة المدنية، الي الخروج للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية غدا الأربعاء بتقاطع شارع الستين مع اوماك، للحشد والتعبير عن رفض جموع وأغلبية الشعب السوداني الصامتة حتى يتم إنهاء وجود البعثة الأممية بالسودان وطرد رئيسها فولكر بيرتس وتسليم ومذكرة بذلك.
وأكدت التنسيقية العليا المفصولين تعسفيا من الخدمة المدنية: أن الوطن اليوم في أشد الحاجة إلى وقفتكم الصلبة وخروجكم المشرف والمدوي للمطالبة بإنهاء البعثة الأممية بالسودان وتكوين حكومة كفاءات وطنية وتحديد أجل انتهاء الفترة الانتقالية، والمحافظة على وحدة الوطن وبسط الأمن وتيسير معاش الناس، والتأسيس لانتخابات حرة نزيهة تعبر بالوطن نحو الأمن والاستقرار والرفاه والحياة الكريمة لينعم المواطن بالحرية والعدالة والسلام.
استبعاد طرد الحكومة لفولكر
واستبعد الاستاذ عثمان ميرغني المحلل السياسي ورئيس تحرير جريدة التيار، أن تستجيب الحكومة السودانية الي الدعوات المطالبة بطرد فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان، باعتبار أن فولكر بيرتس لايمثل نفسه ، وانما يمثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان، وجاء بطلب من الحكومة السودانية لدعم الانتقال الديموقراطي، ويجد دعم الآن من الحكومة السودانية التى استجابت لمطالبه برفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، كما أن الحوار السياسي الذي يقوده فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة يأتي ضمن مساعي إقليمية ودولية ممثلة في الآلية الثلاثية للحوار والتى تضم الاتحاد الافريقي والايقاد بالإضافة إلى الأمم المتحدة، كما أن فولكر بيرتس جزء من الآلية الثلاثية التى تلعب دور المسهل بين الأطراف السياسية السودانية بطلب من الحكومة السودانية ولم تطرح مبادرة للحوار.
محاولة لايقاف التسوية
ويري الاستاذ عثمان ميرغني، أن الدعوات الي طرد فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان ، محاولة لإيقاف التسوية السياسية، واضاف: ولكن يخطئ من هم وراء هذه الدعوات بطرد فولكر بيرتس، فقد تظهر هذه الدعوات أن من يطلقها من التيار الإسلامي العريض أنه ضد التوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الأزمة السودانية ، كما أن ايقاف التسوية السياسية السودانية يدخل البلاد في سيناريوهات عديدة فيها مخاطر علي السودان، بالتالي سيتضرر هؤلاء كما ستتضرر البلاد في حال ايقاف التسوية السياسية.
واضاف: من يدعون لطرد فولكر بيرتس يستخدمون عبارات رنانة كالسيادة الوطنية وقد تجد دعوتهم استجابة من أطياف من الشعب السوداني ولكنها لن تجد استجابة من الحكومة التى تحرص على التسوية السياسية.
مصلحة الحكومة
وفي السياق ذاته عضد دكتور خالد التجاني المحلل السياسي ورئيس تحرير جريدة ايلاف، من القول باستبعاد استجابة الحكومة السودانية للدعوات بطرد فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان، لجهة أن الحكومة هي من جاءت بفولكر وطلبت منه لعب دور المسهل بين الأطراف السياسية السودانية، بغرض التوصل إلى تسوية سياسية سيستفيد منها المكون العسكري، بجانب أن فولكر يجد دعم داخلي من الحكومة السودانية التى استجابت لمطالبه برفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ودعم خارجي من المجتمع الدولي لإنهاء الأزمة السودانية.
واضاف دكتور خالد: الحكومة السودانية ما عندها مصلحة في طرد فولكر بيرتس، وانما مصلحتها في نجاح فولكر بيرتس في مهمته، ولذلك الحوار السياسي الحالي تدعمه الحكومة السودانية وهي المسؤولة عن إقصاء بعض القوي السياسية عن الحوار سواء إقصاء المؤتمر الوطني أو التيارات الإسلامية، كما أن فولكر بيرتس ليس هو من وراء إقصاء بعض القوي السياسية من الحوار.
الإقصاء سيفشل الحوار
وأكد دكتور خالد التجاني المحلل السياسي، أن إقصاء بعض القوي السياسية من الحوار السياسي والتسوية السياسية القادمة سيفشل الحوار الذي تقوده الآلية الثلاثية للحوار، كما فشلت الوثيقة الدستورية في السابق عندما أقصت بعض القوي السياسية من المشهد السياسي، ليتأكد بعد ذلك أن الإقصاء لبعض القوي السياسية السودانية صعب، واضاف: وهذا ما تسعي القوي السياسية الداعية لطرد فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان الي تأكيده من جديد، وان لم تستجيب الحكومة السودانية لدعوتها بطرده، فإن هذه القوي السياسية السودانية أوصلت رسالتها بأن حل الأزمة السودانية يحب أن يتم بمشاركة الجميع ودون إقصاء لأحد ، كما أن الإقصاء لن يجعل هنالك إستقرار في البلاد أو الحكم، ولابد أن إشراك جميع القوى السياسية السودانية لإنهاء الأزمة السودانية.
نجاح فولكر في مهامه
وفي سياق متصل، يري السفير الرشيد ابوشامة المحلل السياسي، أن فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان، سيستمر ولن يتم طرده، بل سينجح في مهمته بالتوصل الي اتفاق بين الأطراف السياسية السودانية لإنهاء الأزمة، نتيجة لما يجده فولكر بيرتس والآلية الثلاثية للحوار من دعم داخلي من الحكومة باستجابة لمطالبه برفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ومن القوي السياسبة التى اعربت عن ارتياحها لما اتخذته الحكومة من اجراءات لتهيئة المناخ لانطلاق الحوار ، بجانب الدعم الخارجي من امريكا والاتحاد الأوروبي، لإنجاح مهمته.
واضاف السفير الرشيد ابوشامة: لذلك الدعوات بطرد فولكر بيرتس لن تستجيب الحكومة السودانية لها، كما سيخسر من هم وراء هذه الدعوات من القوي السياسية لطرد فولكر، ويظهرون كأنهم ضد التسوية السياسية السودانية لإنهاء الأزمة، واستقرار البلاد.
تقرير: ST