بعد عامين ونصف من شغلي لمنصبي نائب رئيس التحرير ورئيس التحرير بصحيفة “الصيحة”، سوف أترجّل عن رئاسة التحرير، وقد تقدّمت بالاستقالة ورفضها المدير العام يحيى حامد، وأمس وافق مجلس الإدارة على قبول الاستقالة، فلهم مني الشكر، وكل الشكر والتقدير لزملائي الذين ساعدوني في العمل لنجاح تجربتي، وانتهز هذه الفرصة لأتقدم بالشكر لملاك “الصيحة” ولمجلس إدارتها في الثقة التي منحوني لها وكل مشوار له نهاية، بما في ذلك رحلة الإنسان إلى دار الفناء، ومن الطبيعي أن يصل قطاري إلى محطته، وأن أترجّل منه وأغادر رئاسة التحرير و”الصيحة” في قمة مجدها وعظمتها، وقد أحرزت المرتبة الثانية بعد أن كانت في المرتبتين الرابعة والخامسة، وقد أجرينا مقابلات مع كل قيادات الصف الأول من القِوى السياسيّة دُون استثناء، وأصبحنا الأكثر انتشاراً ونفوذاً وتقدّمنا على عدد من مُنافسينا من حيث عدد الزُّوار، وهي مصدرٌ صحفيٌّ لكثير من المواقع، وأصبحنا صحيفة عابرة للحدود وهذا النجاح ما كان أن يتحقّق لولا أسرة الصحيفة من السكرتيرة سارة إلى هيئة التحرير، ومن الأخوات مشاعر عبد الرسول في المطبخ وريم إسحق ومناس كوكو إلى المدير العام الأستاذ يحيى حامد، ما وجدنا منهم إلاّ كامل الاحترام والتقدير وهم يصنعون معجزة بالظروف التي تمر بها بلادنا.
فمُحرِّرونا حافظوا على المهنية والموضوعية والاستقلالية ونشر الحقيقة وعِفّة القلم واللسان، وما يُحمد للملاك أنّهم لم يتدخّلوا قط في سياسة التحرير، فكما ترون أكتب ما أؤمن به وقناعاتي وقيمي ومبادئي، وكنا حريصين أن لا نحجب رأياً مُخالفاً طالما يلتزم كاتبه بأدب الحوار والابتعاد عن الهجوم الشخصي واحترام قوانين مجلس الصحافة والمطبوعات، وما كان لي أن استمر في رئاسة التحرير وقد عُدت للوطن البديل أمريكا، ومُتابعة شؤون التحرير تحتاج إلى التفرُّغ اليومي ومتابعة المسائل والقضايا الضرورية واللازمة.
استقلت من مهام رئاسة التحرير وكُلِّي ثقة أنّ الإدارة ستنقل هذه المهام إلى مَن يتمتّع بالكفاءة والأهلية والاستمرار في المسيرة نحو نجاحات وإنجازات أكبر، وسوف أطل عليكم عبر هذه الزاوية ضمن كُتّاب الرأي وصحيفتكم “الصيحة” تزداد تألُّقاً، وتشهد توسُّعاً أفقياً وعمودياً من ناحية القراء والمضمون والإمكانيات المادية والاستقرار في المرتبات، فلها مخزونٌ كافٍ من الورق وماكينتان لفرز الألوان وإعلانات مُحترمة ساعدت في استقرارها، والتحية للأخ جمال الكناني ورفاقه في مكتب التسويق، ومع كامل التمنيات للأستاذ فرح أمبدة بالنجاح والتوفيق في المهمة والأستاذ محيي الدين محمد علي شجر وهيثم موسى سكرتير التحرير ورؤساء الأقسام والمحررين ومراسلي “الصيحة” في الولايات لهم منا التقدير.
والشكر لأسرة المكتب الفني ياسر حبة وبلولة محمد المهدي ومحمد النذير ومحمد عبد اللطيف وأبو ذر، حيث كانت “الصيحة” سُوداناً مُصغّراً، وكنت حريصاً أن تكون لكل أهل السودان دون فرزٍ أو تمييزٍ.
وختاماً… أكرِّر شكري المُفعّم بالمَحَبّة والعِرفان لكل الزملاء والعاملين بـ”الصيحة” ومَن تَحَمّلُوني في الشدة، والشكر لأسرتي الصغيرة ولزوجتي الدكتورة نفيسة التي تحمّلت البُعاد، وتحية خاصة للأخ الأكبر مصطفى إبراهيم عبد النبي رئيس مجلس الإدارة الذي ظلّ السَّاعِد الأيمن لنا، والناصح والمُقوِّم، ولأسرة مجلس الإدارة، وللمدير العام الأستاذ يحيى حامد الذي كان مُتعاوناً معنا ومُسهِّلاً ومُذلِّلاً لكل معوقات العمل والذي بجُهُوده الآن “الصيحة” فيما عليه اليوم.
وداعاً وإلى لقاء،،،
صحيفة الصيحة