(1)
اسأل نفسي كثيراً – القمع والمطاردات والملاحقات التى تقوم بها السلطات والقوات النظامية على المحتجين والمتظاهرين السلميين لماذا لا تنتهجه نفس السلطات في التفلتات الامنية التى تشهدها البلاد وتعاني منها حتى العاصمة القومية؟
لماذا تتعامل السلطات الامنية مع (9 طويلة) وعصابات النقرز بصورة ودودة ورحيمة ولطيفة و (حنينة) ؟ عكس الذي يحدث من تلك السلطات حينما تتعامل مع المواكب بالعنف المفرط.. العنف الذي وصل لمرحلة فض الاعتصام في شهر رمضان المبارك بالذخيرة الحية ليخلّف (مجزرة) بشرية لم يشهد التاريخ المعاصر في السودان لها مثيلاً.
الذي يطالب بالحرية والسلام والعدالة والسلطة المدنية يقتل ويسجن ويقمع بصورة وحشية في الوقت الذي نجد فيه ان الذي يخطف ويسلب وينهب ويضرب لا يسأل ولا يحاسب ولا يجد من يردعه او يوقفه.
(2)
معظم الشهداء الذين ارتقوا بعد انقلاب 25 اكتوبر او منذ بداية الثورة في 19 ديسمبر كانت تقارير الوفاة تتحدث عن اصابة بالطلقة في الرأس.
لا يمكن ان يحدث ذلك من غير تخطيط او يكون هذا الامر نتاجاً للصدفة او من جراء رصاصة طائشة.
انهم يختارون ضحاياهم بعناية فائقة.. كل الذين ارتقوا من الشهداء كانت سيرتهم حافلة بالعطاء والوطنية والثورة والنبوغ، هم يختارون بعد ذلك تحديداً ان تكون الاصابة في الرأس او العنق.
ما حدث في مقتل شيرين ابوعاقلة يحدث عندنا في السودان حيث يستهدف (الرأس) بالذخيرة الحية.
السلطات تستهدف عقول الشباب ورؤوسهم بالرصاص لو استهدفوا تلك العقول والرؤوس بالحوار والنقاش لنجحوا في الخروج من السودان من هذا المأزق.
الحكومة تحاور ناصر برمة ومبارك الفاضل والتوم هجو وابوالقاسم برطم والجاكومي وتقتل علاءالدين وبيبو والروسي.
(3)
يبدو ان الحوار الذي تقصده الحكومة الانقلابية هو حوار بالذخيرة الحية، اما الوفاق الذي يستهدفونه فهو وفاق قائم على ابادة ثلث الشعب كما كان يطالب المخلوع عمر البشير.
قد يقصدون من ذلك الحوار ان يصلوا مع الضحايا وشهداء المستقبل على اتفاقية تجعلهم يقبلون بالموت – ليموتوا بسلام … كما حدث في اتفاقية سلام جوبا.
الوفاق مع الاموات اسهل عندهم من الوفاق مع الاحياء.
اهالي دارفور الآن يقتلون ولكنهم يموتون بسلام.
السلام الذي قتل السادات وقتل الدكتور جون قرنق يقتل الآن ابناء دارفور، وقيادات الحركات المسلحة لا يعنيهم ذلك في شيء .. كل الذي يهمهم هو ان يبعدوا (الاحزاب) عن القصر.
لقد كانوا يقاتلون من اجل (الكراسي)، لم يقاتلوا من اجل الشعب كما كانوا يدعون.
الحركات المسلحة وجدت ان مصلحتها مع الجيش والدعم السريع لذلك غدرت بالأحزاب والحرية والتغيير.
(4)
من حق الحزب الشيوعي ان يتفق مع عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور طالما اتفقوا هم مع مني اركو مناوي ومالك عقار وحجر وادريس.
لماذا يسمون الاتفاق الاول الذي حدث بين الحزب الشيوعي والحلو خيانة .. وهم الذين خانوا شركاءهم في السلطة وخانوا الشعب بعد ذلك؟
من خان الوثيقة الدستورية عليه ان لا يتحدث عن الخيانة.
(5)
بغم /
المبادرة القادمة سوف تعمل من اجل ان يموت المواطن السوداني دون ان تسقط منه نقطة دم واحدة.
مبادرة سوف تجعلك تموت من غير ان تشتكي الذي قتلك.
لا ادرى من اين يخرج الهلع والخوف والرعب؟ ومن اين تأتي التفلتات الامنية ؟ هل تأتي من القوات النظامية بما تفعله في المواكب السلمية ام من 9 طويلة بما تفعله في الشوارع؟
9 طويلة مقدور عليها.
9 طويلة خلوها اقرعوا السلطات.
خطف الارواح اخطر وأسوأ من خطف الاموال.
من يقصد (الجيوب) ارحم ممن يقصد الرؤوس بالذخيرة الحية.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهة