ومع ذلك يبقى كرتي “البمرق الحد فوق الطندبة”!

يعلم بعض خاصتي برأيي القاطع حول مجريات الأمور وما رددته بعد عودتي من واشنطون حول أن الموضوع “مبيوع” ويعرفون الأسماء التي ذكرتها، وهم خاصة لا يتطوعون بهذه الأسرار لسبق صحفي ولكنهم يوما ما سيكتبونها، ولو كانوا ثرثارين لما كانوا من خاصتي.

ويعلمون من حدثتهم عن أن الصراع اللاأخلاقي داخل نظام الانقاذ سينتهي حتما ولكن هكذا صراعات يكسبها الأسوأ خلقا لانها معركة غير شريفة من الاساس.

ويعلمون حديثي في ذلك التوقيت المذهل أن “فلان” لا يرغب في قمع الإحتجاجات إنما في توجيهها والسيطرة عليها.

ويعلمون حديثي المتكرر أن هنالك الكثير من الصفقات تتم ولكنها مشبوهة وهشة وستفشل الواحدة تلو الأخرى، وغالطوني كثيرا واستبان لهم صحة رأيي لاحقا.

ورغم أنني “بلعت” لساني من ذكر أسماء محددة ولكن ما أوردته من أوصاف هي بطرفهم وكل مرة يتأكدون من بعضها والبقية في الطريق، ولأن المروءة تقتضي عدم البصق على التاريخ فإننا كلنا قررنا أن يكون نقدنا في جلسات مغلقة وبعيدا عن الأوعية والقنوات إلى أن يظهر واقع جديد، ويوما ما ستاتيكم تفاصيل جلسات مقهى شارع الستين في تلكم “الفسحة” التي سماها البعض “مكتب مكي المغربي”.

المهم، رغم النقد الذي ذكرناه إلا أنني أقر أنني لو كنت في مكان علي كرتي لما استطعت أن أفعل عشر معشار ما فعله في تلكم الظروف التي فرضت عليه ولم يختارها ولم يكن راضيا بها البتة.

وبعض منتقديه ممن هم أحذق مني بكثير لن يفلحوا ولا في نصف ما استطاع عليه علي كرتي، ومما أشهد له بالرجل أنه لا تعرف الخيانة إلى دماءه مسلكا وأن حاد الطباع لدرجة لا تمكنه من المداهنة أي أنه أصلا غير مهيأ لها فطريا، ولا يجيدها حتى لو اضطر إليها.

لو انتقدته وانتقد كثيرا من شهود تلكم الحقبة فإنني أنتقدهم في سوء التقدير وضيق الإختيارات ممن هم حولهم في “حلقتهم الضيقة” ومنهم من أصلا كان معروفا بالذكاء والفكر ولكنه مشهور ومعروف بأنه رديء في اختيار معاونيه واصطحابهم معه من موقع لآخر وهم يجرجرون الفشل والريبة حوله.

ولو انتقدت الحركة الإسلامية فإن النقطة الموضوعية الواضحة تماما هو تأخر الإقرار بأن بعضهم أخطأ تماما عندما فضل إسترداد السلطة على استرداد الشارع والمجتمع.
كان كرتي محكوما بمعادلات لم يضعها هو، واجتهد في تعديلها وكان مجبرا على التعايش معها وإلا حصل شر عظيم.

والأن فشلت الكثير من المعادلات وطويت صفحتها ويجب أن يعود مولانا علي كرتي “البمرق الحد فوق الطندبة” كما عرف بذلك وأتوقع أني يبقى كذلك.
ويكفي هذا الآن ولمدة سنة.

مكي المغربي

Exit mobile version