رفع البرهان حالة الطوارئ. ولتهيئة مناخ الحوار الفولكري المرتقب. أطلق السياسيين الجدد من المخروشين. وفي تقديرنا إن قرار الرفع كان بمثابة الصفعة القوية التي أفقدت اليسار الوعي تماما. لأن حالة الطوارئ كانت كقميص عثمان يتباكى حولها الجميع.
أما اليوم فقد أسقط ذلك الكرت في أيديهم. وأراهن بأن الحوار قد ولد خداج قبل بدايته. إن لم يكن حملا كاذبا. ونجاحه مرهون بتماسك اليسار. وسكوت اليمين. وهذان من سابع المستحيلات. وسوف تقرأون قريبا البيانات المتعددة من اليسار.
كل أمة تلعن أختها. وهناك المسيرات المتلاحقة ضد فولكر من اليمين الذي أعد العدة لها جيدا. أضف لذلك طريقة فولكر العقيمة في إدارة الحوار. لأنها مبنية على جهله بتركيبة المجتمع السوداني. ولا ننسى توافق فولكر مع اليسار في إقصاء التيارين (الإسلامي والوطني). وكلاهما أرقام قياسية في معادلة السياسة السودانية.
واعتماد فولكر على الرقم صفر (اليسار) في عمليات الضرب في حصة الحوار. بلاشك النتيجة معلومة. عليه نبارك لليسار رفع الطوارئ لنرى ماذا في جعبته للوطن. وليس هناك حجة من بعد الرفع. ونناشد بقية القوى السياسية أن تضم صوتها للحملة القومية المناهضة للاستعمار الفولكري التي سوف تبدأ يوم غد (٦/١) إن شاء الله في محاصرة ذلك الفولكري وكشف مخططه في رابعة النهار.
وخلاصة الأمر نقول: (إن الحكم بالضراع قد إنتهى. وإن الطريق للوزارة عبر أزقة فولكر قد ولى. وإن تمديد العسكر للفترة الإنتقالية قد تجاوزه الزمن. عليه نرى إن زبد اليسار سوف يذهب جفاء بعد نهاية الحوار مباشرة. ويبقى ما ينفع الناس من وطنية العسكر والإسلاميين).
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأربعاء ٢٠٢٢/٥/٣١