صباح محمد الحسن تكتب: العنف والهوان وحكومة البرهان

تبرجت القوات الأمنية في مواكب السبت بالكلاكلة، وكشفت عن وجهها الحقيقي ، وظهرت الشرطة لأول مرة وهي تطلق الرصاص الحي على الثوار دون ان تختبئ خلف خبثها المعتاد في عمليات الاعتداء على المواكب، واختفى القناصون في أعلى البنايات ، وماعادت السلطات الانقلابية تحتاج الى تبرير فطير بحجة ان ثمة طرف ثالث يقوم بمهمة قتل المتظاهرين، ومارست الشرطة العنف بطريقة واضحة وبجحة، وكأنها تريد ان ترسل اشارة بأنها تقصد الاعتداء والقتل وانها لا تخشى احد ، نتج عن ذلك ارتقاء شهيدين وأصيب العشرات جراء القمع الوحشي لقوات الأمن لمواكب الكلاكلة، عندما استخدمت الرصاص الحي، الأمر الذي أدى لإصابات خطيرة وسط المتظاهرين وعشرات الإصابات المختلفة واحتسبت الكلاكلة علاء الدين عادل شهيداً، برصاصة مباشرة في القلب، و عز الزين الدين النور بسبب الإختناق بالبمبان. وتلجأ السلطات الى مزيد من العنف ضد المتظاهرين وتستخدم قتل الابرياء كورقة ضغط للقوى السياسية والثورية ، وتظن أنها بذلك ستجبرهم على الحوار وتعجل بموافقتهم للجلوس معها ، هذا الأسلوب الرخيص الذي تتعامل به السلطات الانقلابية للي ذراع المدنيين واجبارهم على قبول الحل الذي يتوافق ويتماشى مع أهدافهم ومطالبهم، فهي جربت من قبل هذه الطريقة عندما ارتكبت مجزرة اعتصام القيادة ، وقبل ان تجف الدماء من الاسفلت ذهبت الى قاعة الصداقة لتوقع على الوثيقة الدستورية ، فالسلطات الانقلابية الآن لا حيلة لها سوى استخدام العنف المفرط ، ألم تقل قبل يومين ان تأخر الحوار ساهم في تدهور الحالة الاقتصادية والأمنية هذا التصريح الذي يستدعي عندك السخرية عندما تجد انها تريد أن تتنصل عن مسئولياتها وترفض الإقرار بفشلها واخفاقها، لهذا السبب مارست العنف المفرط، فالشرطة ظهرت (بعين قوية) هذه المرة وهي تطلق الرصاص الحي وهذا يدل على ان هناك خطة مجازة ومتفق عليها من السلطات العليا، تم بموجبها القاء الاوامر على الشرطة ان تستخدم الرصاص الحي دون تردد. كما ان تهاون المجتمع الدولي ومجلس الأمن والتلكؤ الواضح في فرض عقوبات على العسكريين ساهم بشكل مباشر، في زيادة العنف وعمليات الاعتداء على المتظاهرين، لأن التلميح والتلويح بفرض عقوبات فردية عليهم والتهديد بمحاسبتهم منذ اعلان الانقلاب، دون صدور هذه القرارات ادى الى زيادة تيههم وطغيانهم وتجبرهم على الشعب الأعزل وماعاد يكفيهم قتل نفس واحدة في اليوم. وليت عواقب الانقلاب تقف عند تخوم الازمات الاقتصادية والسياسية والأمنية ، ليتها لاتنقلنا الى مرحلة مابعد الكارثة ، فكل القراءات والمؤشرات تقول إن القادم سيكون اسوأ مما نحن عليه ، فتشبث اللجنة الامنية وإصرارها على مواصلة المشوار بالرغم من كل المخاطر التي تحيط بالطريق ، قد تخلق واقعاً مأساوياً، تدخل بسببه البلاد في حرب أهلية أشبه بتلك التي حدثت في لبنان في العام ١٩٧٦ والتي نتجت عن أسباب لا تختلف كثيراً عن التي نعيشها الآن أسباب سياسية و اقتصادية، حيث كان يوجد بلبنان الجيش اللبناني النظامي، بالاضافة الى جيش موازي معروف بإسم القوات اللبنانية و هي مليشيات طائفية ، بالاضافة الى وجود قوات الفصائل الفلسطينية وقوات أخرى مختلفة، وبالسودان الآن الجيش النظامي السوداني ومليشيات الجنجويد بقيادة زعيمها محمد حمدان دقلو بجانب جيوش الحركات المسلحة، فهذه الكارثة قادمة ان ظلت السلطات الانقلابية تناطح جدار الفشل بعنادها ، فلن تهشم رأسها ، لكنها ستتسبب في تهشيم رأس الوطن، عندها لن يشفي غليلنا محاسبة هؤلاء القتلة والفاسدين. وبالرغم من ان السلطات الانقلابية تستخدم سلاح الضعف والهوان (اطلاق الرصاص الحي) لقطع طريق الثورة إلا أن موت ثائر هو أكبر الدوافع لخروج الف ثائر غيره، وان سلاح الترهيب والتخويف لا يصلح مع هذا الجيل، فالثورة ستتسع رقعتها أكثر وأكثر عندما يخرج الآلاف من المواطنين من بيوتهم بسبب ضيق العيش فثورة الجياع قادمة وصراع البندقية ضد البندقية قادم، لا يحدث هذا صدفة يأتي هذا نتيجة لأفعال يومية تتراكم حتى الانفجار وبعدها لا نصر إلا لارادة الشعب وعلم المدنية سيرفرف بلا شك ، فتعقلوا واختصروا على الوطن والمواطن المعاناة والمواجع، وعودوا الى ثكناتكم ففي المعركة القادمة أنتم الخاسر الأول والأكبر. طيف أخير: الوحش يقتلُ ثائراً والأرض تنبتُ ألف ثائر .. يا كبرياء الجُرح لو مُتنا لحاربت المقابر.

صحيفة الجريدة

Exit mobile version