الأمين العام للحركة الإسلامية: لجنة من الحاقدين قامت بما لم يقم به الدفتردار في تاريخ السودان

هل زالت المخاطر التياقتضت الاحتجاب الطويل عن الرأي العام وهل نستطيع أن نقول إن الأوضاع الآن باتت أكثر رحابة للإفصاح ؟
أولًا شكرًا لهذا المجهود الكبير لتتمكن من إجراء هذا الحوار وأنا شاكر لك وللمشاهدين الذين يهتمون بهذه القضايا ونأمل أن نكون مفيدين في هذا اللقاء.
بخصوص الأوضاع صحيح أنها كانت أكثر تعقيدًا في فترات سابقة ولكن وصولك لـ(الخرطوم) يدل على أن الأوضاع غير ماكانت عليه في بداية هذا التغيير من التنمر الذي تابعتموه جميعًا والظلم الفادح الذي وقع على الآلاف وكثر مما جرى وأسأل الله أن يكون قد انقضى هذا التاريخ ونحن في الطريق لتطويع الأوضاع عامة ونخرج من هذه الأوضاع الاستثنائية.
تبدو متفائلًا برغم قول البعض أن مشروع استئصال الحركة مشروع خارجي يتم تنفيذه بأيد سودانية وأن المخاطر مازالت قائمة ؟
أنا لم أفقد الأمل على الإطلاق ولم أغير رأيي أبدًا بأن هذه الحركة المباركة هي في حمى الرحمن ، طالما كانت تحتوي على هذا الكم الهائل من المخلصين الذين يربطون الليل بالنهار ويعملون جادين ومجتهدين في كل الأوضاع وكل فترات الحكم التي تعاقبت على حكم السودان، الحركة موجودة وكانت في دأبها المعروف وسعيها بالمجتمع وفي كل مكان يوجد فيه السودانيون إن كانت في سلطة أوغير سلطة وأملنا كبير في الله.
الأمر الثانيأن ماجرى خلال الفترة الماضية وانتهى عليه الحال الآن يزيد الذين يتشككون في أن هنالك فرصة للتفاؤل يزيدهم قناعة بأن هنالك فرصة للتفاؤل وهذا هو أمر المؤمن وإن كان في أفضل الأحوال عليه أن يتوقع أن الحال لن يدوم في كل الأحول .
هل هناك شواهد على ذلك؟
انظر إلى ماجرى منذ 11 إبريل عام 2019 وإلى سبتمبر الماضي– وأنا لا أريد أن أحدد الموعد بـ25 أكتوبر- انهيارات هذه المجموعة المتسلطة بدأت منذ منتصف العام الماضي، وهذه الانهيارات واضحة من عودة الحياة لأوصال الدولة .. الدولة كانت مختطفة تمامًا سلطات القضاء والعدالة الخطط الإدارية، كلها اختطفت بواسطة مجموعة وجعلت لها آليات من التنمر على الناسواغتصاب حقوقهم والضغط عليهم واستخدام مجموعة من آليات الإفساد في المجتمع ووصلوا إلى مرحلة أن يسلطوا الجيران على جيرانهم في الحي وأن يبحثوا عن الناس وسيرتهم ومن ينتمي إلى هذا ومن لا ينتميإلى هذا ووصلت الأمور إلى درجة منازل الناس ومقاعد الدراسة والتسلط الكبير الذي حدث عندما أراد الله تعالى أن ينكشف الغطاء عن هذه المجموعة التي ظلت تدعي لعشرات السنين الماضية أنها هي الأنقى والأطهر وهي الأقدر على إدارة البلاد وإدارة الشأن العام والديمقراطية ما أتاحت لها هذه الفرصة والحكم الذي بدأ عسكريًا بداية الإنقاذ وحتى ماقبلها لم يتح لها الفرصة لكي تظهر على حقيقتها تتمنى أن يراها بها الشعب هاهو الله قد قدر لهذه المجموعة أن تحكم السودان في فترة من الزمن صافية اللون كانت حوالي العامين ونصف وهذه الفترة كانت كافية جدًا لهذه المجموعة لكى تظهر على حقيقتها . القدرات الفكرية التي منوا الناس بها القدرات الإدارية .. الصفاء النقاء وطهر الأيادي في التعامل مع المال العام .. القدرات الخارقة التي منوا الناس بها ورسموا لهم الصور على الأسافير ويمنون بها الشباب وظهرت الصورة الحقيقية (هذه الصورة الكالحة) التي مايكاد إنسان سوي في هذا الشعب إلا اتضحت له.
قالوا إن السبب الرئيسي لفشلهم هو الدولة العميقة وأنصار النظام السابق وأنكم كنتم تقفون من وراء ستار وتديرون هذا المشهد ؟
الشعب السودانى عندما ينظر لهذا المشهد هل هناك فعلًا من يخرب كما تدعي هذه المجموعة . هل هناك فعلًا من يفسد .. انظر لصور التخريب التى يتحدثون عنها هل تتصور أن سلعة السكر تستولى عليه مجموعة من الناس وتشتريه من الأسواق وتصبه في النهر وهل تتصور أن المواد البترولية تشتريها الدولة العميقة وتصبها في الآبار أو النيل أين يذهب هذا الوقود كان يفترض أن كميات الوقود التي يفترض أنها ضاعت بسبب تآمر الدولة العميقة تكون أفسدت النهر وإلى مصر.
القصص نفسها عن أن هنالك دولة عميقة لاتريد لهم أن ينجحوا في هذه الفترة لايقبلها حتى أطفال اليوم.
أنا أقول لك ليس هنالك دولة عميقة على الإطلاق أثرت في أداء هذه المجموعة .
نحن قررنا أن ننتظر بل أن داعينا قد دعامن وقت مبكر أننا معارضة مساندة وهذا مالم يحدث في العالم.
وأنا أرى أن هذه الكلمة التي قالها البرفيسور إبراهيم غندور هي جوهر من معاني الحديث السياسي والمعاملة السياسية الحقيقية التي وصف بها دولة في هذه الفترة ولم يقل إننا سنحرق ولم يقل إننا سنخرج إلى الشوارع ونقتلع الأعمدة وكل ماكانت قد بنته الإنقاذ ولم يقل إننا سنفسد حياة الناس أو نضايقهم في خدماتهم أو حتى نحرق البترول كما فعلوا أو نفسد الحياة السياسية هذا لم يحدث على الإطلاق.
(حقيقة لو كانت هناك دولة جادة كان أعظم فرصة بالنسبة لهم لينجحوا)فيما لم يتصوروا أبدًا أن خصمهم التاريخي يعلن أنه مساند طالما كانت هنالك رغبة حقيقية في إدارة البلاد وتقديم الخدمات للناس والوفاء بما أعلنوه في كل المليونيات والأسافير من مساواة وعدالة وهذه مبادئ طحنوها طحنًا وداسوا عليها بأرجل غليظة.
لماذا تحملون المكون المدني وحده مسؤولية هذا الواقع أليس هنالك شريك عسكري هو الذي قنن هذا الواقع وأعطاهم السلطة كاملة ؟
بالتأكيد .. بالتأكيد لكننا نعلم أن الشريك العسكري كان قد وضع في مقام، أولًا لم يكن مستعدًا له، من من هؤلاء العسكريين كانت له الدربة والتاريخ السياسي والعلاقات الداخلية والخارجية وأساليب المكر والخداع والدسيسة واستخدام الأطراف الدولية والإقليمية في التأثير على المشهد! هذا هو الطرف المدنيهو الذي ادعى أن تعطى له صلاحيات رئيس الجمهورية ونصوص عليها في الوثيقة الدستورية وأنت تعلم أن صلاحيات رئيس الجمهورية التي كان ينبغي أن تظل في يد المكون السيادي ليمارس بها ماكان يمارسه رئيس الجمهورية هذه سلبت منهم تمامًا وأعطيت لرئيس وزراء ظن أنه مؤسس دولة جديدة وأنه خبير الخبراء وأن حوله كوكبة من الخبراء والعلماء وغيره وإذا كلفت شخصًا بعمل معين لابد أن تحاسبه بقدر التكليف وإذا سلبت منه صلاحيات معينة لايمكن أن تحاسبه بهذه الصلاحيات التي سلبتها منه .. أسأله هل دخل العدو من الفشقة ! هل ظلت الأعمال العدائية من الحركات المسلحة وغيرها نشطة ولم يقم المكون العسكرى بدوره فيها ! حتى الأمن الداخلي سعت تلك المجموعة المدنية “من الخبراء”وقالت إن الأمن الداخلي من واجباتها .
كأنك تقدم تبرير أو أنتم تعذرون المكون العسكري لأن كل هذا المشهد ماكان أن يتم دون بندقية العسكري؟
ابداً أنا لا أعذر المكون العسكري، لأنهم رضوا لفترة طويلة لهذا الاتفاق الذي لم يكن أبدًا مسنودًا بأيواقع ولا منطق .
لأن الفترات الانتقالية معروفة يكون فيها جسم سياديعسكري تمامًاأو حتى عسكري مخلوط بمدنيين من ذوىي الكفاءة من المشهود لهم من الوطنيين غير المنتمين أو قد يكونون من المنتمين لكنهم أهل كفاءة ودربة هذا شيء طبيعي وأن تستمر هذه العلاقة لفترة محددة تكون فيها مهمة هذا الجسم العسكريأو السيادي المختلط أن يواصل في إدارة البلاد مع الجهاز التنفيذي وأن يقود البلاد إلى انتخابات .
(الذي نرى أن المكون العسكري قد قصر فيه هو استمرار هذه العلاقة برغم الخراب والإفساد) انظر إلى الخدمات وإلى كل شيء حتى الأمن الداخلي والشرطة وأدوارها (تصدر قائمة بإقالة ألف ضابط عظيم في الشرطة كيف يمكن لهذا المكون العسكري أن يقبل بهذا الحال وأن يستمر فيه!)
(وتقوم لجنة من الحاقدين والمبغضين حتى للحياة والاستقرار وأعراف الناس وتقاليدهم وغيره وتقوم بما لم يقم به الدفتردار في تاريخ السودان ويظل المكون العسكري والسيادي ينظر إلى هذه الحالة راضيًا وان يطيعهم في تعديل القانون بما يمكنهم من أداء الدور وهذا مكان ملامة بلا شك ).
والانتظار الطويل ليرى السودانيون كل ماجرى في هذا الأمر ثم أن (إمكانية هذا الإصلاح بأي صورة من الصور هذه أيضًا كانت في أيديهم كما جرى في 25 أكتوبر الماضي والذي كان يمكن أن يجري قبل عام أو عام ونصف ).
هنالك اتهامات تقال بأن علي كرتي في عدم ظهوره العلنيهو يقف من وراء المكون العسكري دعنا نسأل بصراحة ماهي علاقتك بقيادة المكون العسكري حاليًا وأعني الفريق أول البرهان؟
أولًا ليس بيني وبين الفريق أول البرهان أي علاقة شخصية ولاتواصل سوى أنه ضابط عظيم من ضباط الجيش رأيته كما راه السودانيون في ذلك اليوم وسمعت منه البيان وقد يكون خلال وجودي في الوزارة (الخارجية) قد تصادفنا في مكان عام أو غيره ولكن ليست هنالك علاقة على الاطلاق شخصية .
الأمر الثاني كيف أتمكن من إدارة هذا الشأن والوقوف خلف العسكريين وأنا جزء من كل في حركة بهيئتها القيادية ومجلس شوراها وأمانتها وبتعقيدات المشاهد العظيمة التي تجري في البلاد.. كيف يمكن أن يقبل الإنسان عقلًا أن يكون هنالك شخص بخيوط اللعية أولًا نحن لانلعب في شأن البلاد نحن صبرنا على الأذى الذيأصابنا فكيف ندير مثل هذا الواقع ونتحمل كل ذلك بلا سبب ! (السبب الوحيد الذي جعلنا نصبر على هذا الواقع هو قناعتنا كحركة أن هذا السودان نحن جزء أصيل منه ونحن أبناء هذا الشعب الذين كان لنا ضلع أكبر – ولا أقول لوحدنا- في أن تكون علاقات السودانيين ببعضهم هي علاقات تراحم وكان لنا الضلع الأكبر في السنوات الماضية في البناء والتعمير ولانمر على أي موقع إلا ونرى أثرنا فيه فكيف نخرج ونفسد هذا الواقع ونقول إننا ضد كل شيء! .
المكون العسكري لأنه في الأساس ليس هو الجهة التي تقوم بالعداوة علينا ولم نسمع منهم بمثل هذه العداوة لكنهم أيضًا في هذه العلاقة ونحن نقدر ونلوم .
نقدر أن دورهم لم يكن هو الدور الأساسي في كل ماجرى لنا وللبلد ونلومهم لأنه كانت هناك فرصة للإصلاح و(حتى في المسائل الإنسانية كان هنالك فرصة للمكون العسكري ليتقدم خطوة على ذلك المكون المدني الحاقد) الذي وصفه قبل أيام ناعيه بان الفترة كانت فترة إرهاب حتى في القول والفكر والخطاب – وهو كان أول الذين استخدموا الألفاظ التي لاتخدم العلاقات بين الناس- .
أنا لا أقول ليست لنا علاقة بالمكون العسكري معناه أننا ضده (نحن لسنا ضد المكون العسكري على الاطلاق)الإسلاميون تاريخهم كله كانوا هم السند للقوات المسلحة .. انظر إلى ماجرى منذ الثمانينيات نواب خرجوا من الجمعية التأسيسية في ذلك الوقت ووصلوا حتى الكرمك وتبرعوا بسياراتهم التيأعطيت لهم ليقوموا بها بواجباتهم كنواب للشعب لأن الجيش كان يشتكي من كل شيء (عدم وجود الأسلحة ، الذخائر والملابس وحتى الأحذية في أرجلهم) وكان هذا مايمكن أن تقوم به الحركة الإسلامية وهذا تاريخ لم يتغير على الاطلاق وحتى الآن نحن نرى أن المكون العسكري عامة .
أن تفصل بين الجيش والقيادة التي هيالآن سياسية؟
القيادة السياسية من أين جاءت، جاءت من هذا المكون العسكريأنا لا أعتقد أن هنالك حكمة في أن نفصل هذا من هذا وحتى لو كانت هنالك ملامات أو أننا نرى بعض التقصير وبعض القادة كانت لهم أدوار معينة ولكننا (نرى أن هذا المكون العسكريلو استهدف منا كما استهدف من الاطراف الاخرى لرأينا أن السودان كان قد تحول إلى غابة) .
هل تفاجأت بانقلاب اللجنة الأمنية؟
أنا كشخص متابع على الاطلاق لم اتفاجأ ، ليس لأنني أعرف أن هذه اللجنة الأمنية ستقوم بانقلاب ولكن المتابع للاوضاع منذ عام 2018 لما أجيزت ميزانية ذلك العام – وأغرب شيء خرج احد السياسيين يمدح تلك الميزانية- هذه الميزانية كانت ضربة قاضية للاقتصاد وتحويل الدولار الجمركي من 6 إلى 18 جنيهًا لم تكن قفزة في الهواء فقط وانما قفزة في الهواء والظلام معًا وهي كانت سبب هذا التدهور كله الذي انتهى في 11 إبريل.
والناظر للأداء السياسي والاقتصادي والحركة السياسية والاطراف التي كانت تشارك في الحوار الوطنيولديها الكثير من الأسى والحزن بان الحوار لم يمضِ بالصورة الصحيحة وكثير من المراقبين سواء كانوا إسلاميين أو غيرهم حول هذا المشهد كانوا يرون تدهورًا كبيرًا يجري.
لا اكتمك ولكنها مسألة شخصية جدًا في فبراير 2018 وكنت كثير المتابعة لاطراف عديدة والاتصال باطراف قمت بالتنبيه والتحذير بان الاوضاع ليست كما يتصور الانسان انها ستسير وان هنالك مخاطر كبيرة في الاقتصاد و ادارة الدولة وهنالك مخاطر كبيرة في اختيار الشخصيات التي يمكن ان تقوم بالواجبات ونحن نعرف أن قادة عظام اداروها في اوقات عصيبة جدًاسهروا الليالي واسهروا معهم الالاف وقاموا باعمال خارقة كان يكون هنالك وزير يقضى ايامه ولياليه في موقع تصب فيه الامطار وتجري فيه السيول وينتظر حتى تعبر الشاحنات وهي تحمل انابيب البترول حتى تصل في ميعادها وحتى يستخرج النفط في مواعيده انظر لما كان يجري في عام 2018 !.استبدل هذا بالاوضاع السياسية – انا لا احمل شخص معين ماجرى- ولكن كل الاوضاع كانت في تراجع كبير في ذلك الوقت كتبت على حالتي بالوسائط ( لكل شيء اذا ماتم نقصان فلايقر بطيب العيش انسان) وانت تعلم ان هذا البيت من الابيات المشهورة جدا في شعر الاندلس وكانت اكبر وصف لنهاية عهد الاندلس.
يعنى كنت ترى سقوط الإنقاذ؟
كثيرًا .
ولم تجتهدوا في هذا الواقع؟
ابداً والله كنا مجموعة نجتمع ونلتقي ونقدم النصائح ولا اخفي عليك حاولت كثيرًافي لقاءات مع مسؤولين منهم رئيس الوزراء وقتها أكثر من مرة ولدى ادلة وشواهد على مايجريولدينا مقترحات مع كثير من الخبراء والمختصين في أن نساعد الاوضاع ان تتحرك للامام ونصلح الاحوال ولكن بكل اسف كانت الامور غير قابلة ابدًا للعودة .
وبالعودة لسؤالك لم افاجأ بسقوط الانقاذ ولكنني تفاجات بانها حدثت بهذه السرعة لان الاعتصام لم يكن سببًا كافيا لنهاية الإنقاذ ومهما قيل في ان هنالك اعدادا كبيرة وصلت القيادة العامة ونحن رأينا ماجرى في نهاية العام 2013 ورغم اختلافنا في ادارة الشان في عام 2013 وانا كنت موجودا في الجمعية العامة للامم المتحدة وكان لي رأي واضح في ان هنالك ضغوط اقتصادية كبيرة على المواطنين وكانت هنالك اسباب حقيقية والاسباب في 2018 وبداية العام الذي يليه لم تكن ابدًا بحدة الاسباب في عام 2013 .
ولذلك أنا كان تقديري بانه كانت هنالك فرصة للحوار وباصلاح المشهد ولكن ان يكون رد الفعل المباشر ان تقرر اللجنة الامنية وتقوم بهذا العمل هذه هي المفاجأة .
هل هذه الاسباب جعلتكم تقبلون بالتغيير وجعلت منك متصالحًا مع سقوط الانقاذ لان هذا الموقف فسر بانكم تساندونه وهل سقوط الانقاذ كان باسباب داخلية فقط ام كان للخارج دور كبير؟
ان اتصالح مع سقوط الانقاذ هذا غير صحيح والانقاذ بقدر ماكنت الومها والامها كثير من الناس ولكن افتكر من جيلي ومن اناس بعدنا في الاجيال كانت على الاقل وبالمقارنة فقط بما جرى خلال هذه السنوات العصيبة كان هنالك خير عظيم واكبر خيرات الانقاذ كانت حرصها على اخلاق الناس وعلى القيم ومحروسة بقوانين ومحروسة بقانون ايضاً لم يكن باطشاً قانون رحيم هنالك جهات تقوم على تنفيذه وهنالك احساس بان الدولة لها رعاية على مؤسسات التربية والتقويم ورعاية للقرآن الكريم والعلماء والمشايخ وكل هذا يعظم دور الانقاذ كدولة قائمة على نشر العلم واقامة المساجد ودور العبادة وتيسر حتى في الكهرباء والاصلاح الواسع في التعليم وغيرها وحمايتها في ان يتغول عليها متغول انظر لما جرى قد استهدفت كل هذه المؤسسات باعتبارها مؤسسات رعاية وتقويم وحراسة لقيم الشعب واستهدف الذين يقومون عليها في ذواتهم وفي ذمتهم المالية.
…..؟
إلى نهاية العام 2018 ليس لى علاقة بالمؤسسات فقد خرجت من الحكومة في بداية عام 2015 (ولم تكن لى علاقة بمؤسسات حزب المؤتمر الوطني ولم أكن طرفًا فيه ولا كذلك الحركة الاسلامية) .
نهايات العام 2018 وقع على اختيار من الاخ الصديق الشهيد الزبير احمد حسن وانا صاحب علاقة معه منذ عام 1974 ولم نكن نفترق على الاطلاق وتزاملنا واشتغلنا سويا في مؤسسات ولكن بسبب تدخلي ايضا من محاولات اصلاح لما جرى وتعرضت لضغوط شديدة منه وقبلت التكليف بالحركة .
ولكن كنت اتحرك بلا صفة ومع غيري وكنا نرى بان الامور متراجعة تماما وكثير من الاسباب بما فيها التظاهر على الحكومة كانت هنالك فرص للحوار وللمعالجات الاخرى غير التي كانت تجري في الشوارع وكل الناس يدركون ان تلك المعالجات هي التي كانت تلهب التظاهر كلما هدات موجاته وكانت هنالك فرصة للاصلاح الاقتصادي ولكن لم يكن هنالك من يريد ان يستمع.
ولذلك انا لن اقول انني كنت متصالحا مع الانقاذ وانما ناقدا للتجربة من الداخل كنت اقول رأيي ومعي مجموعة كبيرة من الاخوة كان لديهم نفس الاحساس وكنا نرى ان الدولة في نهاياتها .

السوداني

Exit mobile version