رأي ومقالات

على الإسلاميين في السودان الإلتفاف حول كرتي ودعمه لتوحيد جهدهم وصناعة مشهد سياسي يحقق سيادة الدولة

شاهدت حوار القيادي الإسلامي الأستاذ/ علي كرتي بأهتمام كبير (مباشر) وقبل نهاية اللقاء كتبت منشور على صفحتي على الفيسبوك وقلت فيه (حق لكم أيها الإسلاميين فخراً بقيادتكم الرشيدة).

وكنت خلال عام من الأن قد أتهمت بشكل مباشر الأستاذ/ علي كرتي ، بضلوعه في الإنقلاب على حكومة البشير في 11 ابريل 2019م ، وفق معلومات توفرت من قيادات داخل المؤتمر الوطني نثق فيهم كما نثق فيه وكل قياداتنا التأريخية.

وهاجمته أيضاً في الميديا بشكل مباشر بأن ليس لديه كأمين للحركة الإسلامية أدني (حق) او إمكانية او قدرة لشطب المؤتمر الوطني بجرة قلم كما راج لدينا من سلسلة اجتماعات دار فيها هذا النقاش، وذلك لاعتبارات كثيرة أهمها وأولها أن حزب المؤتمر الوطني ليس ملكاً للحركة تفعل فيه ما تشاء فلقد تخطى الحزب هذه المرحلة منذ سنوات طويلة ، وأصبح الحزب حزب الوطنيين أكثر منه حزب الإسلاميين بالرغم من أن الحزب تم تأسيسه من داخل الحركة الإسلامية ، وأصبحت عضوية الوطنيين داخل الحزب أكثر من 70% وعضوية الحركة الإسلامية في حزب المؤتمر الوطني لا تتجاوز 30% في أحسن تقدير.

حديث الرجل كان واضحاً وشفافاً وصادقاً … فالشريعة لها بالظاهر ، وخبرتنا الطويلة في العمل التنظيمي وفي تحليل المعلومات ومجريات الأمور تؤكد لدى بأن علي كرتي كان صادقاً ومتصالحاً مع نفسه (أولاً) قبل أن يكون متصالح مع عضوية الحركة الإسلامية السودانية ومع عضوية حزب المؤتمر الوطني والشعب السوداني بشكل عام.

تأسيس حزب جديد اعتماداً على قدرات الحركة الإسلامية السودانية ليس بالأمر السهل لينافس في الإنتخابات القادمة ، وخيار تشكيل تحالف قوى سياسية من تنظيمات إسلامية ووطنية (خيار موفق جداً) ، وبذلك سيتصدروا المشهد السياسي مجدداً في السودان وتحقيق فرص فوز كبيرة في الإنتخابات المقبلة.

تأكيد الرجل على حق المؤتمر الوطني القانوني بتواجده في الساحة السياسية وأنه ظلم عبر خصوم سياسيين لا ثقل جماهيري لهم بل أن بعض تلك الأحزاب غير مسجلة حتى في مجلس الأحزاب السوداني وسبب ذلك هو، عدم اكتمال (النصاب القانوني) للتسجيل ومقصود هنا لم يستطيعوا توفير (عضوية) كافية ليكتمل النصاب القانوني لتسجيل احزابهم، هذه الرأي منه يضحد أو تراجع منه في (مقترح) شطب حزب المؤتمر الوطني بجرة قلم ، وهذا سببه أن حزب المؤتمر الوطني أثبت من خلال تماسك عضويته في كافة ولايات السودان وقرارهم مواجهة الجميع لإقتلاع حق هذا الحزب الوطني الكبير عبر القضاء ، وما كان لدي أدنى شك في ولاء عضوية الحزب الصادقة في كل ربوع السودان.

كما أثبت قيادة حزب المؤتمر الوطني وعي كبير في التعامل مع انقلاب اللجنة الأمنية وقرارهم عدم مواجهة شباب ثورة ديسمبر (الحقيقيين) ، وليس جماعة تجمع المهنيين يمثلني فهؤلاء لا يتعدوا غافلين او عضوية احزاب قوى الحرية والتغيير ، بل أقصد الشباب السوداني الذي أراد أن يصدح برأيه وحقه في التغيير السياسي وتغيير القيادات التي طالت في العمل السياسي دون التداول التنظيمي للمواقع القيادية او التنفيذية في الدولة وأولها منصب رئيس الجمهورية ونوابه وبقية القيادات ، وهذا سبب رئيسي لحالة الجمود السياسي التي خرج من أجل تغييرها الشباب السوداني ، ولا تتعدى الأزمة الاقتصادية عندي خلاف إحدى أدوات المؤامرة التي صنعها (صلاح قوش) مع أخرين لتكون سبباً في قيامهم بالإنقلاب العسكري في 11 ابريل 2019م.

وبما أنني من مجموعة الوطنيين داخل حزب المؤتمر الوطني وليس مجموعة الإسلاميين ، لا يحق لي التحدث بشكل تفصيلي عن ما يليء الحركة الإسلامية السودانية فهذا ليس بشأني بكل تأكيد ولا نقول خلاف رأينا الذي يتعلق بالتداخل التنظيمي الخاص بالمؤتمر الوطني ، وكنا ننظر للحركة كمؤسسة تربية إسلامية ووطنية ودعوية أكثر منها سياسية وهذا كان حالها منذ تأسيس حزب المؤتمر الوطني ، ولكن بعد إنقلاب 11 ابريل 2019م، لن يستمر مؤكد حالها كمؤسسة تربية بل ستقود عملاً سياسياً من جديد يتوازى مع حزب المؤتمر الوطني الذي من الصعب جداً أن يكون مجرد واجهة سياسية للحركة الإسلامية فلقد تجاوز ذلك ولا رجعة فيه كما ذكرت أعلاه.

المعلومات التي بحثت عنها مع عدد مقدر من القيادات خاصة التي تصدت للأزمة العسكرية والأمنية في 11 ابريل 2019م، أكدوا أن حسب معلوماتهم لا علاقة لــ (علي كرتي) بإنقلاب اللجنة الأمنية وليس طرفاً فيه ولكن كان له دور كبير في التصدي مع أخرين لأي تبعات قد تحدث من اللجنة الأمنية كانت يمكن أن تعمل على تنفيذ مجزرة اعتقالات لقيادات المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية مما يعني مواجهة عسكرية بين عضوية الوطني والحركة مع الأجهزة الامنية بشكل كان سيكون أثره كارثي على الدولة السودانية ، وتصدت تلك القيادات لكل الإستفزازات التي حدثت من الأجهزة التي انقلبت على نظام حكم الإنقاذ بحكمة وبــــ (قوة) وليس بضعف كما يروج له احزاب قحت وعضويتهم وقطيعهم، على شَاكِلَةٍ حميدتي الضكران الخوف الكيزان.

في اعتقادي تم رمي الكرة في ملعب مجلس السيادة الإنتقالي وفي النادي السياسي السوداني بأنه لا يمكن تجاوز الإسلاميين في السودان ولا يمكن كذلك إخراج حزب المؤتمر الوطني من النادي السياسي السوداني ، وعلى الجميع أن يتعايش مع هذا الواقع ويعمل معه حتى لا يتجازوهم الفعل السياسي في مقبل الأيام ، فلقد اِمتَصَّ المؤتمر الوطني الصدمة منذ تولي البروفيسور/ ابراهيم غندور رئاسة الحزب وتولى رئاسته من تولى بعد إعتقاله ولا زال الوضع كما هو عليه لم تعود الرئاسة للبروف غندور مجدداً.

من خلال ما قدمه الأستاذ/ علي كرتي في اللقاء يجبر الجميع على احترامه حتى من كانوا على خلاف معه وعلى الإسلاميين في السودان الإلتفاف حوله ودعمه لتوحيد جهدهم السياسي وصناعة مشهد سياسي يحقق سيادة الدولة واِستقلال قرارها والمضي قدماً لمصالحة وطنية شاملة لا تستثني احداً، فبذلك المخرج الوحيد لحالة التوهان السياسي الحالي.

محمد السر مساعد