المسرح السوداني .. غياب المنتوج وافتقاد الجمهور !

يعد المسرح وسيلة من وسائل التثقيف المختلفة بقدر ما يقدمه من ألوان متعددة ومختلفة وأنماط متباينة من أنشطة من واقع المشاكل والأحداث المجتمعية التي تزخر بها حياة الناس.

وتُعالج القضايا في قالب درامي سواء أكان كوميدياً أو تراجيدياً وبأي أسلوب من أساليب المسرح المختلفة.

معالجة القضايا

في الآوانة الأخيرة أصبح المسرح وسيلة لمعالجة الظواهر السالبة في المجتمع، كما يتناول المسرح في الغالب القضايا السياسية ويضع الحلول لمعالجتها، وله قوته الخاصة ليس كالموسيقى والغناء اللذين يعتبران وسيلتين للترفيه فحسب..

عرف السودانيون المسرح مطلع القرن العشرين ، فقد عرضت أول مسرحية عام 1902، كتبها الكاتب المسرحي عبدالقادر مختار، وكانت أولى المسرحيات تعبر عن ثقافة المجتمع كما أسهمت في حل قضايا ومشكلات البلاد ومن ثم توالت أعمال المسرح من خلال محاولات عديدة ،كان من ابرزها مسرحية (عروة وعفراء) كتبها إبراهيم العبادي بالشعر العامي 1910.

من مسرحيات العبادي الخالدة مسرحية “المك نمر” في أوائل الثلاثينات من القرن العشرين وقد أثبت أن الفنان المسرحي السوداني قادر على استيعاب الظاهرة المسرحية وانتاجها عميقاً في تراث شعبه.

أسماء مبدعة

ومن أشهر ممثلي المسرح السوداني الأستاذ خالد أبو الروس، الذي يعتبر من أقدم المسرحيين في بلادنا وقد ولد في عام 1908م ومن أميز أعماله المسرحية “تاجوج” 1933، “خراب سوبا” 1935م ، “السبعة الخربو البندر”، وأيضاً “الصديق الخائن” و”ابليس” .

ومن ممثلي المسرح الراحل الفاضل سعيد الذي ولد في بيئة دينية في منطقة الغدار بالقرب من دنقلا ، ومن أشهر الأعمال التي قدمها للمسرح ، مسرحية “أكل عيش” التي كانت في العام 1967م وهي مرحلة الانتقال إلى المسرحيات ذات الفصول وبعدها توالت الأعمال المسرحية مثل “مسرحية الفي راسو ريش”، “الناس في شنو”، “الكسكتة”، “نحن كدا” و”النصف الحلو” .

وعي كبير

يقول المسرحي علي حامد لـ (الحراك) : بدايات المسرح السوداني لبت طموحات وأشواق الناس ومنحتهم وعياً في ظرف تاريخي خفت فيه صوت السياسي وعلا صوت المبدع.

وأضاف : تزامناً مع الاحداث السياسية في البلاد جاءت مسرحية” النظام يريد” تجسيداً للواقع المعيش في السودان وحظيت المسرحية باقبال جماهيري غير مسبوق في العاصمة الخرطوم ، نظراً للفكرة السياسية الجريئة التي تناولتها وانتقادها لرموز النظام.

كما سجلت المسرحية الأيام الأخيرة للمخلوع حالة من الرعب.

وتابع: المسرحية نفسها ساهمت في تنفيس غضب الشعب من خلال الاضحاك والمواقف الكوميدية والمفارقات الكثيرة.

مشاركة عالمية

من المسرحيات التي حققت نجاحاً كبيراً مسرحية “ملف سري” وهي من أواخر المسرحيات السودانية، حيث كُتب لها النجاح و استطاعت اعادة الجمهور إلى المسارح.

واللافت أن المسرحية وجدت القبول خارج السودان بعد تقديم عدة عروض في مسارح الدول الأوروبية.

غياب الدعم المالي

يشير المخرج عبد الرحمن العبادي إلى أن المسرح السوداني لعب دوراً ثقافياً واجتماعياً وسياسياً مهماً منذ بداياته المبكرة، كما شهد تراجعاً كبيراً أثّر على مسيرته بسبب التحولات السياسية والتغييرات المجتمعية الراهنة.

ولفت إلى أن غياب الدعم المالي من قبل الدولة لإنتاج الأعمال المسرحية ساهم في تراجع دور المسرح.

وعن غياب الأعمال المسرحية، يقول المخرج والممثل، إمام حسن إمام لـ (الحراك): المسرح يحتاج إلى إنتاج عالي ومساحة حرية كبيرة.

وأضاف : “الاثنين ما متوفرات ومافي مقومات إنتاج عالية لإنتاج مسرح.”

الخرطوم – مُهيبة محمد بيّن
صحيفة الحراك السياسي

Exit mobile version