عبد الله مسار يكتب : ترمب وقول الحقيقة (1)

ترمب رئيس أمريكا السابق رجل واضح جداً، ويذهب الى ما يريد مباشرة وبصراحة شديدة، ويقول ويعمل ما يريد دون أي غموض أو مسوح أو طبطبة، ونرى ذلك في تصريحه هذا والى ما قال:-

أيها السادة، اليوم قررت أن أخبركم بكل ما يجري والى أين يتّجه العالم في ظل كل المتغيرات التي حصلت طيلة (400) عام، تذكرون عام 1717م الذي كان ولادة العالم الجديد، وتذكرون أن أول دولار طُبع عام 1778م، ولكي يحكم هذا الدولار، كان العالم بحاجة الى ثورة، فكانت الثورة الفرنسية عام 1789م تلك الثورة التي غيّرت كل شيء وقلبت كل شيء، ومع انتصارها انتهى العالم الذي كان محكوماً طيلة 5000 سنة بالأديان والميثولوجيات، وبدا نظام عالميٌّ جديدٌ يحكمه المال والإعلام، عالم لا مكان فيه للقيم الإنسانية.

لا تستغربوا إننا عينة من هذا النظام العالمي الجديد، هذا النظام عملي وخالٍ من القيم الأخلاقية والإنسانية. وقال، فأنا لا يهمني أن يموت المصارع، ولكن ما يهمني هو أن يكسب المصارع الذي راهنت عليه، ومع ذلك أوصلني النظام العالمي الى رئاسة الولايات المتحدة، وأنا أدير مؤسسات للقمار، وأنا صرت رئيس اقوى دولة في العالم، اذا لم تعلم المقاييس الأخلاقية هي التي تحكم. الذي يحكم اليوم العالم والكيانات البشرية هي المصالح.

لقد عمل نظامنا الجديد بصبر ودون كلل حتى وصلنا الى مكان انتهت معه سلطة الكنيسة وفصل الدين عن السياسة، وجاءت العلمانية لمواجهة المسيحية، وأيضاً عندها سقطت ما سميت بالخلافة الإسلامية العثمانية وحتى الديانة اليهودية أسقطناها عندما ورّطناها معنا بالنظام العالمي الجديد، فالعالم اليوم بغالبيته يكره السامية، ولذلك نحن قمنا بفرض قانون يحمي السامية ولولا هذا القانون لقتل اليهود في كل بقاع الأرض، لذلك عليكم أن تفهموا أن النظام العالمي الجديد لا يوجد فيه مكان للأديان، ولذلك تشاهدون اليوم كل هذه الفوضى التي تعم العالم من أقصاه الى أقصاه، إنها ولادة جديدة ستكلف الكثير من الدماء، وعليكم أن تتوقّعوا مقتل عشرات الملايين حول العالم، ونحن كنظام عالمي غير آسفين على هذا الأمر. فنحن اليوم لم نعد نملك المشاعر والأحاسيس، لقد تحوّل عملنا الى ما يشبه الآلة.

هذا الكلام هو الجزء الأول من تصريح الرئيس السابق ترمب، الذي حدد فيه شكل النظام العالمي الجديد الذي ساد العالم منذ طبع أول دولار في عام 1778م، مروراً بالثورة الفرنسية في عام 1789م والتي كانت الركيزة الأساسية لنظام المال والإعلام والسيطرة على الشعوب بقوة المال والإعلام وبعض القوة العسكرية، وهو النظام القائم على غير القيم الدينية والإنسانية ولا حتى العواطف، نظام الكسب في حلبة الصراع بغض النظر يموت أحد المصارعين أم لا، ولكن المهم كسب الصراع.

إنّه عالم المال والإعلام والقوة.

وفِي المقال الثاني، نطلع على بقية تصريح الرئيس ترمب الخطير.

صحيفة الصيحة

Exit mobile version