يحاول الحزب الشيوعي السوداني في كل شعاراته احتواء الفضائل السياسية، والتعبير عنها بقوة، لكنه في أقرب المحكات يأكل تلك الشعارات كما تأكل بهيمة الأنعام التبن، خذ مثلاً موقفه من حكم الإخوان المسلمين في مصر عن طريق الانتخابات، وكيف ناصر الشيوعي السوداني العسكر هنالك وسكت عن مجزرة رابعة وأيد خلع الرئيس المنتخب محمد مرسي في بيان شهير، وفي السودان قال صديق يوسف في حوار تلفزيوني مع عفراء فتح الرحمن إنه التقى بمدير جهاز الأمن حينها الفريق صلاح قوش وشعر بأن قوش وبعض الضباط يخططون لانقلاب عسكري ضد البشير، ومع ذلك لزم عم صديق الصمت وتواطأ مع جنرالات اللجنة الأمنية، ومضى معهم في شراكة لأكثر من عام، والأن ذهب قادة الشيوعي لكاودا التي يسيطر عليها الجيش الشعبي، ويحكمها جنرال برتبة عسكرية، وتم هنالك رفقة عبد الواحد محمد نور مناقشة وثيقة بعنوان (الأزمة السودانية وطريقة استرداد الثورة)، وهم أي قادة الشيوعي يعلمون تمام العلم أن طريق الحلو وعبد الواحد نور لاستعادة أي شيء هو طريق الحرب والقتال، فهل قرر الحزب العتيق اللجؤ للبندقية أخيراً، والتحالف معها عوضاً عن النضال المدني والثورة السلمية ويا نورة التي كان قد شنف بها الأذان؟!
عزمي عبد الرازق