محجوب مدني محجوب يكتب: الظهور المتكرر على أجهزة الإعلام لا يصنع موقفا
للذين يتكورون بصورة مبالغ فيها وزائدة عن حدها حول القنوات الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة ألا فليعلموا أن صناعة المواقف أو إبرازها لا تكون إطلاقا بكثرة الظهور في أجهزة الإعلام إذ أن أجهزة الإعلام بكافة أنواعها ما هي إلا مرآة تعكس إمكانيات المواقف وقدراتها.
أما من يظن أنه بظهوره في أجهزة الإعلام بهذه الكثرة سيحصل به على موقف سياسي يدعم به الساحة السياسية، فليراجع حساباته.
من أراد أن يؤسس لموقف سياسي، فلا يعول بالظهور في أجهزة الإعلام بقدر ما يعول على:
* الإيمان القاطع بقاعدة:
فاقد الشيء لا يعطيه، فمن لا يعدل لا ينبغي أن يطالب بالعدل، ومن لا يمارس الديمقراطية بموقفه لا ينبغي أن يطالبها من غيره، ومن لا يقدم الأكفاء في موقفه، فلا يطالب الآخرين بتقديمهم، ومن لا يحاسب المقصرين في موقفه لا يطالب غيره بالمحاسبة.
* ألا يكيل بمكيالين فالظلم واحد، والمؤامرة على الوطن واحدة، والاعتداء على موارد البلد واحد.
* برامج وخطط موقفه مرتبطة شديدة الارتباط بالسلبيات السابقة واللاحقة، وكيف يمكن تجاوزها، وكذلك مرتبطة بالإيجابيات السابقة واللاحقة، وكيف يمكن الحفاظ عليها.
* ألا يخالف غيره بسبب مسمياته، وإنما بسبب مواقف معينة. كما لا يتحالف مع غيره بسبب المسميات، وإنما بسبب مواقف معينة.
* أن يكون له موقفا واضحا من الثورة، فلا يعتقد بأنه ذكي، فيوهم الناس بأن همه وغرضه مهاجمته على من سرقها، وبمهاجمته على من يمارسها ممارسة خاطئة، ومن يستغلها لأهدافه الخاصة وهو في حقيقة الأمر ليس همه ذلك ولا غرضه ذلك، وإنما غرضه وهمه هو رفض الثورة من أساسها ورفض شعاراتها.
* أن يكون له موقفا واضحا من ممارسة الجيش للسلطة لا يعمل على استغلال هذه النقطة بحيث إن رآها في صالحه دعمها وإلا لفظها.
* أن يكون خطه السياسي واضحا للكل، فما أن يحدث أي حدث عالمي ينبغي أن يعرف موقفه منه قبل حتى أن يفصح عنه.
بعد كل هذه النقاط وما يتعلق بها يمكن بعد ذلك أن يظهر في أجهزة الإعلام؛ لتدعمه وتشد من أزره.
أما أن يدخل إلى أجهزة الإعلام بإمكانية بدلته الأنيقة والمنسجمة مع ألوانها وبربطة عنقه ليطلق لسانه في كل مرة يدخل نقطة على نقطة، ويقابل نقطة بأخرى، ويوزع في الأخطاء يمينا ويسارا ظنا منه بأن ذلك سيخلق له موقفا سياسيا ألا فليعرف بأن موقفه هذا الذي ينادي به سينتهي بانتهاء حلقة البرنامج الذي استضافه.
صحيفة الانتباهة