السودان.. المكتبات تجذب الباحثين عن “الثقافة والكهرباء”

دخلت المكتبات المخصصة للقراءة بقوة ضمن قائمة القطاعات الجاذبة للاستثمار في السودان خلال الفترة الأخيرة، مستفيدة من الانتشار الواسع للجامعات والظروف الحالية التي تعيشها البلاد.

وتشهد مكتبات المطالعة التجارية إقبالا كبيرا من قبل الطلاب والباحثين، في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي لأكثر من 6 ساعات يوميا في معظم أحياء ومناطق الخرطوم، والإغلاق الطويل للجامعات وعدم وجود مكتبات مجهزة بشكل كامل في معظمها.

وانتشر هذا النوع من المكتبات بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة، ووصل عددها إلى أكثر من 150 مكتبة في العاصمة وحدها، التي تحتضن 80 بالمئة من الجامعات والكليات العامة والخاصة البالغ إجماليها نحو 124 في أنحاء البلاد.

وبسبب تكاليف التشغيل القليلة نسبيا، تدر تلك المكتبات أرباحا معقولة وثابته على عكس الاستثمارات الأخرى التي تتأثر كثيرا بتقلبات الأسواق والعملة المحلية، كما تجتذب أعدادا متزايدة من الطلاب بسبب قربها من المجمعات السكنية.

وتقول نهلة عوض التي تدير واحدة من تلك المكتبات شمالي الخرطوم، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن فكرة دخولها هذا الاستثمار جاءت بعد ملاحظتها النقص الواضح في القاعات المعدة بشكل جيد للوفاء باحتياجات الطلاب والباحثين.

وتشير نهلة إلى أن “عدم اهتمام الدولة خلال السنوات الماضية بإنشاء وتهيئة المكتبات العامة عزز من استثمارات القطاع الخاص”.

كما تؤكد طالبة الدراسات العليا نهله هاشم، التي تدرس الطب تخصص طب النساء والتوليد، إنها وجدت في المكتبات الخاصة ضالتها حيث تستطيع الجلوس لساعات طويلة من دون أن يراودها هاجس انقطاع التيار الكهربائي، حيث تتوفر مولدات احتياطية لتعويض الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي الذي يطال الجامعات والأحياء السكنية في الكثير من الأحيان.

وتضيف لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “الكثير من المكتبات توفر خدمة البحث الإلكتروني التي يحتاجها الطلاب خصوصا الباحثين في مجال الدراسات العليا، وهي ميزة لا تتوفر في معظم الجامعات.

وترى نهلة هاشم أن “الرسوم في تلك المكتبات معقولة ولا تحتاج في الكثير من الأحيان لتحمل تكاليف النقل، لأنها غالبا ما تكون قريبة من الأحياء السكنية”.

وفي السياق ذاته، يعدد قصي طارق الطالب بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، الكثير من المميزات التي تتمتع بها المكتبات التجارية، منها “الهدوء الذي لا يتوفر في المنزل أو في مكتبة الجامعة التي تكون دائما مربوطة بتواقيت محددة، على عكس المكتبات التجارية التي توفر مرونة في اختيار الزمن”، وفق رأيه.

سكاي نيوز

Exit mobile version