في الوقت الذي كنا نبذل فيه النصح لمسؤول سيادى كبير باهمية تقديم التنازلات اللازمة لاستعادة مسار الشراكة مع المكونات المدنية وتليين مواقفهم التي تتمترس في عقبة لا (تفاوض لا حوار لا شراكة) … فاجانا ذلكم المسؤول باجابة ارتفعت معها حواجب دهشة كل الحاضرين ( الناس ديل امس كانوا موجودين في كراسيكم دي بطلعوا من المواكب وبيجوا يفاوضونا).
لم اعتمد اجابة المسؤول السيادي الرفيع الذي جمعتنا به مناسبة عامة الي جانب مجموعة صحفيين ورجال اعمال وناشطين ،اعتبرت افادته من قبيل المكايدة السياسية او في افضل الاحوال تحسين صورة المكون العسكري علي حساب تيارات الشارع المدنية او فلنقل محاولة لتسريب معلومات غير حقيقية لاحداث اثر يقلل من قيمة المواكب والتشكيك في مصداقية المواقف المتعنتة التي تتبناها قوى الحرية والتغيير تجاه المكون العسكري…
لم يمض الكثير حول هذا الامر حتي قال نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو قبل ايام ، انه التقى مع ممثلين لقوى الحرية التغيير -المجلس المركزي .
ومعلوم ان الحرية والتغيير ترفع امام الملا شعارات “لا تفاوض ولا حوار ولا مشاركة” مع المكون العسكري في اعقاب قرارات الفريق البرهان في الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي لكن الواضح بعد هذه التصريحات انها تتفاوض سرا ( تحت تحت) مع العسكر… بينما تمارس خداعا غير مبرر للشارع بانها لا ولن تنخرط في اي حوار مع الحكومة القائمة .. اي انها تمارس الحوار مع شركاء الامس علي طريقة ( الزواج العرفي).
حميدتي قال بصراحته المعهودة لدى مخاطبته العاملين بالأمانة العامة لمجلس ,السيادة، بالقصر الرئاسي في احتفال عيد الفطر ،
”إخوتنا في الحرية والتغيير يقولون إنهم لن ولم يلتقوا العسكر لكنهم قبل أسبوع اجتمعوا بي وقلت لهم ليس المهم ماذا نريد نحن أو أنتم إنما المهم ماذا يريد الشعب والبلد”.)
في برنامجها المحضور ( الميزان السياسي) والذي بث ايام عيد الفطر المبارك بقناة سودانية 24 كانت الاعلامية المتميزة والمحاورة الحاذقة الدكتورة عفراء فتح الرحمن تستنطق سغادة الفريق ياسر العطا الذي يقود لجنة للتشاور السياسي داخل مجلس السيادة، ياسر كشف عن تواصل مع قوى الحرية والتغيير وتوقف كثيرا في محطة لقائه مع قياداتهم المعتقلين_ قبل اطلاق سراحهم- وعدد كذلك اشتراطاتهم للانخراط في التفاوض..
ترى كيف سبخرج جعفر حسن الناطق باسم الحرية والتغيير علي الناس_ بعد افادات حميدتي والعطا _ وهو بنفي لعفراء ذاتها في الميزان السياسي وجود اتصالات بين العسكر وقوى الحرية والتغيير ، ولماذا يصر ( القحاتة) علي الكذب ودغدغة الشارع الثوري بشعارات هم اول من خانها ، ( لا تفاوض لا حوار لا شراكة) ولماذا لا تواتيهم الشجاعة الكافية للحديث عن خذلانهم لشعارات الشارع الثوري.. وانخراطهم في حالة حوار ( عرفي) مع المكون العسكري؟!!
دعك من العسكر .. حملت افادات مهمة ادلي بها القيادي الاسلامي الدكتور امين حسن عمر للدكتورة عفراء في ميزانها السياسي القول بان قيادات قوى الحرية والتغيير تحاور حتي ( الاسلاميين) ، ولم يفت علي امين القول انهم لن يعترفون بذلك لكنهم يفاوضوننا..وحينما قاطعته عفراء وانتم خارج السلطة عاجلها امين بلغته الواضحة: ( الان الان)…
لا اعتقد ان هنالك غرابة في كل ما حدث.. فقد خذلت قحت من قبل شعار ( حرية سلام وعدالة) وكل هتافات ثورة ديسمبر ، وليس مستغربا ان تمارس مثل هذا التضليل من اجل تحقيق مكاسب سياسية انية او الحصول على امتيازات امتيازات شخصية …
السؤال الذي يطرح نفسه بالحاح الان ويبحث عن اجابة .. لماذا تمارس قحت الكذب علي الراي العام السوداني والشارع الثوري؟! .. وما عيب الحوار كمبدا ومسار وطريقة ينتهجها كل ساسة الدنيا لحلحلة الازمات وتجنيب البلاد الماسي والكوارث والدماء حينما تقع الخلافات..
الاعتراف بالحوار وافتراع طريق ثالث للتسوية السياسبة هو اخر مسلك محترم يمكن ان تقدمه قوى الحرية والتغيير للسودان في المرحلة القادمة .. دعونا من الكذب والتضليل .. واقدموا علي افعال مسؤولة وشجاعة تخرج البلاد من النفق الراهن وتباعد بينها والسيناريوهات السيئة المتوقعة..
كونوا كبارا واعترفوا بالحوار ولا والتواصل مع القوى الاخرى حتي بكون الشعب شاهدا علي التسويات القادمة.. لا تمارسونه سرا ولا يجدي ان يكون عرفيا في هذه المرحلة .. الافضل ان يكون كل شئ في العلن .. لا ( تحت التربيزة)..
محمد عبدالقادر