بعد ترغب وانتظار دام كثيراً كان فيه الجميع يتوقع حلاً للأزمة السياسية التي تشهدها البلاد في ظل تحركات الآلية الثلاثية ووساطة فولكر، إلا أن جلسات الحوار التي كان من المقرَّر قيامها في العاشر من أكتوبر، تم تأجيلها لمزيد من المشاورات .
فيما جدَّدت الولايات المتحدة الأمريكية، دعمها القوي للجهود المشتركة لبعثة اليونيتامس والاتحاد الأفريقي وإيقاد، لتسهيل عملية سياسية لاستعادة الحكم المدني، ولقيادة الانتقال الديموقراطي في السودان، وشدَّدت واشنطن على ضرورة مشاركة جميع أصحاب المصلحة بشكل بنّاء في العملية السياسية الثلاثية السودانية، وطالبت الجيش بنقل السلطة إلى حكومة مدنية لاستئناف الدعم المالي.
استعادة المسار
لم تكن هي المره الأولى التي تطلب فيها واشنطن من السودان العودة إلى مسار الحكم المدني، حيث سبق وأن رهنت الولايات المتحدة استئناف مساعداتها للسودان بعودة الحكم المدني، وقالت في بيان أصدرته الخارجية الأمريكىة قبيل انطلاقة تظاهرة السادس من أبريل، التي تتزامن مع الذكرى الثالثة لثورة ديسمبر المجيدة، وفق بيان لوزارة خارجيتها، إنها تساند تحركات العملية السياسية التي تقف خلفها البعثة الأممية الخاصة بدعم السلام ويدعمها أصدقاء السودان، ورأت واشنطن أن مبادرة فولكر، تمثل أفضل فرصة لاستعادة المسار الديموقراطي وأن الشعب السوداني هو الذي يقرِّر شكل الديموقراطية، مشيرًا إلى أن مبادئها الأساسية تتمثَّل في أن تكون بقيادة مدنية وأن توفر العدالة والازدهار والسلام.
إجماع الأطراف
ويرى المحلِّل السياسي حسن محمد صالح، في حديثه لـ(الصيحة) أن الأمر متوقع، خاصة وأن ممثل البعثة الأممية يقود بعض اللقاءات لأجل تحقيق إجماع السودانيين، وشدَّد على ضروره أن يتحقق بين الأطراف المختلفة كافة، مشيراً إلى أن لجان المقاومة أصبح لها صوت وتأثير كبير، وواضح أن الخلاف السياسي الآن بسبب عدم استيعابهم في الاجتماع التحضيري، داعياً إلى أهمية أن يكون الحوار جامع وشامل لجميع الأطراف، مضيفاً: واضح أنه بمجرَّد أن أطلقت الآلية الثلاثية مصطلح الملتقى التحضيري قد كتبت للمحادثات الفشل وحررت له شهادة وفاة. وأضاف: كان من الممكن أن ينجح الحوار إذا تمت دعوة مجلس السيادة، وزاد بقوله: من الواضح أن فلولكر، لم يعمل على تحقيق التوافق بسبب أنه أصبح طرفاً من أطراف الحوار، ولهذا تسبب في نشوب خلافات كبيرة بين التيارات السياسية، مؤكداً أن قوى الثوره قد أصبحت غير متفقة على الحوار، والدليل على ذلك مواقف الحزب الشيوعي وتجمُّع المهنيين والمؤتمر السوداني من خلال بيانات رافضة للخطوة .
حكم مدني
بيد أن الدكتور والباحث الأكاديمي صلاح الدومة، يقول في حديثه لـ(الصيحة): إن الحالة في السودان تسير –الآن- وفق ثلاثة اتجاهات متوازية، اتجاه يمضي بذات خطى النظام البائد واتجاه يمضي نحو التعاون مع المجتمع الدولي بما فيهم الولايات المتحدة، غير أن الأخيرة رهنت منذ إجراءات الخامس و العشرين من أكتوبر، أي تعاون لها باستعادة الحكم المدني، أما الاتجاه الثالث وفقاً للدومة، فهو الشارع واستمرار التظاهرات والتصعيد، ويرى أنه برغم الأوضاع الاقتصادية القاسية وعمليات التتريس و الإغلاق التي تنفذها السلطات، إلا أن المتظاهرين لايزالون مطالبين بعودة الحكم المدني.
دعم فولكر
ويرى الخبير الدبلوماسي الرشيد أبو شامة، أن ما جاءت به واشنطن يعتبر دعماً لمبادرة فولكر، باعتبار أن مبادرة فولكر، في نهايتها فيها إنذار للحكومة وتهديد واضح بأن المساعدات الأمريكية سوف تقف إذا لم يتحقق التحوُّل المدني، وكشف لـ(الصيحة) أن مبادره فولكر، تجد معارضة من الأغلبية، لذلك تدخلت أمريكا لدعم فولكر، وقال: هنالك تنبيه آخر بأن المساعدات سوف تتوقف عن السودان، مبيِّناً بأن تلك الأفكار ربما تكون قد جاءت من سفارة أمريكا بالسودان بعد أن رأت أن مبادرة فولكر، في خطر وتجد معارضة، مبيِّناً أن تصريح أمريكا بمثابة ضغط على حكومة السودان، وفي نفس الوقت دعم لإنجاح مبادره فولكر.
مضيفاً: في تقديري أن مبادرة فولكر، لن يكتب لها النجاح، إلا إذا وجدت تأييداً من العسكر الذي اشترط تسليم السلطة للمدنيين، في حال أن تم التوافق، والآن لا يوجد توافق وأن السودان الآن ذاهب إلى الهاوية مع وجود معارضة قاسية.
الخرطوم: عوضية سليمان
صحيفة الصيحة