في ظل التحولات المجتمعية واتجاه الكثير من الفتيات وربات المنازل إلى الكوافير، اشتعل التنافس بين “المشاطات” في أحياء العاصمة الخرطوم ومراكز التجميل والكوافير لجذب الزبائن.
ورغم اندثار “المشاط” التقليدي واختفاء معالمه وكل طقوسه القديمة، إلا أن الكثير من النسوة وطالبات الجامعات لازلن يفضلن الطريقة القديمة والجلوس إلى “المشاطة” للحصول إلى تسريحات جمالية مبهرة.
كوافير ومراكز
سحبت مراكز التجميل ومحلات الكوافير البساط من “المشاطة” التقليدية في الأحياء، وساهمت أفكار الترويج والدعاية والإعلان من سيدات الأعمال اللائي يمتلكن هذه المراكز بالعديد من ولايات السودان المختلفة في التوجه إليها.
تقول “مريم أحمد” – “مشاطة” لـ (الحراك) :” كنت أعمل بطريقة تقليدية في الأحياء ونظراً لتميزي وشهرتي تعاقدت مع مركز تجميل في أمدرمان وظللت أعمل لمدة أربع سنوات.
وتضيف: تمتاز الكوافير ومراكز التجميل بالسرعة في الإنجاز والعمل بطريقة حديثة بجانب وجود أجهزة للتصفيف وجعل صيحات التسريحات جاذبة وجميلة.
وتابعت: رغم تميز الكوافير إلا أن هناك من يتوجه للمشاطة التقليدية لبراعتها في العمل بجانب التخصص في عدد من الأنواع.
وأشارت الفرق إلى أن “المشاطة” التقليدية لا تكلف أموالاً كبيرة مقارنة مع الكوافير ومراكز التجميل.
وتقول “مريم” إن أشهر الأسماء والأشكال :” صفقة، مشاط حبشي، أفريقي، بوب، الذي يتم تزيينه بحبات الودع والسكسك.
وتضيف: هناك أنواع أخرى مثل مشاط الفقيرية حيث يجز الشعر إلى قسمين والباقي يمشط للخلف، والشتح يقسم الشعر إلى قسمين متساويين، ودائماً يكون عند قبائل الرحل بشمال كردفان، وكانت في السابق توجد نوعية من المشاط تسمى بالشياطين بجمع الشعر من قاعدة الرأس ويكون ممشطاً رأسياً.
الأشهر في العاصمة
تضم منطقة الديم أشهر محلات “المشاط” بنوعيه التقليدي والحديث من خلال مراكز التجميل والكوافير.
وتتخصص تلك المحلات في كل أنواع الشعر، المستعار بكل الألوان بجانب أنواع تراكيب الشعر.
بروتوكولات وغرامة
تقول خالدة الطيب – “مشاطة” لـ (الحراك): المشاط مهنة ورثتها منذ سنوات طويلة، وظللت أعمل مع أخواتي داخل المنزل ولدينا زبونات مداومات.
وتضيف: “قعدة المشاط” متعبة وتستغرق الزبونة قرابة أربع ساعات.
وتابعت: للمشاطة بروتوكولات، والمشاطة لها شأن وتحجز بالطلب وتهتم بالمرأة ذات الشعر الطويل والتي تدفع عائداً كبيراً، ومن حضر صدفة إلى مكان المُشاط يحاسب بغرامة “الشعقيبة”، وهي أن تدفع شيئاً للمشاطة، إما أن تكون مبلغاً من المال أو علبة سجاير.
مهنية عالية
تقول الباحثة الاجتماعية منى علي حسين لـ (الحراك): المشاطة دائماً ما تشتهر بكونها امرأة ذات مهنية عالية ودقة وسرعة في فرد وتسريح وحبك لفائف الشعر وإخراجها في ثوب جميل وراق.
وأضافت: كانت تُفاخر بالشعر أمهاتنا وحبوباتنا، ويتباهين بحلاته وأناقته في المناسبات والأفراح التي تجمعهن مع بعض النسوة، كنوع من القيمة المجتمعية ونوع من الرفاهية الأرستقراطية التي تعتز بجماله نساء ذلك الزمان، مثله مثل “الحناء السودانية” السوداء التي تُرسم على الأيدي والأرجل.
الخرطوم – سوزان خير السيد
صحيفة الحراك السياسي