بينما نحن نعيش في عجائب الزمن القحتي ذي الثلاث العجاف اللائي أكلن الثلاثين السمان. وجدت بالميديا صورة قبل أكثر من شهر لقيادة شرطة ولاية النيل تكرم شابا في مقتبل العمر.
لفت انتباهي ذلك التكريم. لحالتي اليأس والبؤس اللتين عمتا الواقع. الأمر الذي دفعني بفضول القلم البحث عن سبب التكريم ومن هو المكرم. وأخيرا علمت أن المكرم هو خالد عبد المحمود حاج دفع الله من مدينة الهشابة بمحلية القطنية بولاية النيل الأبيض. وقد أفادت مصادري أن للشاب أيادي بيضاء بمنطقته. هناك قرى بالكامل قد تكفل بتوصيل كهربتها. وغيرها من الخدمات الجليلة التي قام بها. ولمثل هذا الشاب ترفع القبعات. لأنه مبذول لأهله وعشيرته ومنطقته.
ونحن في رحلة البحث الدؤوبة لاستقرار إنسان الولاية والحد من هجرته ونزوحه للعاصمة نناشد الرجل بأن يساهم في كهربة مشارع النيل الأبيض الإعاشية. ونلفت انتباهه بأن هناك من المشاريع الخدمية الكثيرة التي توقفت عند بداية شرارة ثورة فولكر اللعينة. وكم يسعدنا أن تمتد أياديه لدعم تلك المشاريع المتمثلة في المشاريع الزراعة (المطرية والمروية) والسقيا والظلط والمراكز الصحية والمدارس والجامعات… إلخ.
وليت المستطيع من شباب بحر أبيض أن يكون مثل خالد (التشبه بالرجال فلاح). وهذا ليس بغريب على أهل ولاية الخير. وهذه المكارم موروثة كابر عن كابر. وصفحات التاريخ شاهدة على ذلك. وخلاصة الأمر يعلم الجميع أن (الليد الواحدة ما بتصفق) فليكن شعار المرحلة القادمة (كلنا خالد) حتى ننهض بالولاية. وليس هناك شرف أكبر من خدمة الأهل. وكتابة السيرة العطرة في دفتر المجتمع لا تكون إلا بقلم العطاء.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
السبت ٢٠٢٢/٥/٧