وجه رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان كلمة للشعب السوداني مساء الأحد ،هنأه فيها، بعيد الفطر المبارك.
وجدد سيادته خلال كلمته الدعوة لكافة المكونات المجتمعية والأحزاب السياسية ولجان المقاومة وشباب الثورة للتسامي فوق الخلافات ووضع الوطن وشعبه موطن التقديس من أجل التوصل إلى صيغ وحلول عملية تراعي مصالح الدولة وشعبهـا أولاً وتضمد الجراح ،وتداوي مكامن النزاعات والصراعـات وتعمـل على تقديم مصلحة الســــودان على مصالح الجميع .
وفيما يلي نص كلمة السيد رئيس مجلس السيادة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أفضل خلق الله وسيدنا محمد بن عبد الله ، المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه ومن إهتدى بهديه إلى يوم الدين
المواطنون الكرام يطيب لـي في هـذا اليوم المبـــــارك أن أتوجــه إليكــم جميعــاً ، في داخل البلاد وخارجها بعاطر التهاني وأعظم التبريكات ، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك ، أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات وعلى بلادنا وأمتنا بالمنعة والسلام والإستقرار والرفاه ونحمد الله أن بلغنا بفضله شهر رمضــــان ونسألــــه أن يتقبل الصيام والقيام.
المواطنون الشرفاء منذ تفجر ثورة ديسمبر المجيدة وإكتمالها بإنضمام القوات المسلحة إليها تحت رغبة عموم أهل السودان ظللنا نعمل سوياً من أجل تحقيق آمال وطموحــات الثوار والثائرات في بناء سودان الحرية والسلام والعدالة إلا أن خُطانا تعثرت وأحلامنا تبعثرت وصفوفنا تباعدت بفعل بعضنا حيث تغلبت المصالح الحزبية والجهوية والشخصية على مصالح الوطن وأصبحنا في حالة من التجاذب والتنافر وعدم قبول الآخر وإنعكس ذلك سلباً على مجمل الأوضاع في البلاد سياسياً وإجتماعياً وإقتصادياً ممــا عـــَرض مستقبلهــا للمخاطر المختلفة وهــــذا يُوجب على الجميع ضرورة وحدة الصف الوطني لمجابهة هذه المخاطر وإجتيازها بأمان.
المواطنون الإعزاء لعلكم تابعتم الجهود الدؤوبة التي يضطلع بها نفرُ كريــــم من أبنـاء الوطــن وكياناته المختلفة في تقديم المبادرات بقصد جمع الصف الوطني وثمـــة جهــود مماثلة تقوم بها المنظمات الدولية والإقليمية بحكم إنتماء الســـــودان إليها ويقيننا أن تعـدد المبادرات هو تعبير عن أهمية الوفاق والتلاحم الوطني طالما أن جميعها تصب في ذلك الإتجاه.
المواطنون الكرام إننا ومن واقع مسئوليتنا الوطنية والتاريخية نؤكد إلتزامنا بالعمـل مـع أبناء بلادنا بكــل مكوناتهـم السياسيــة والإجتماعيــة مهما تباعدت الإتجاهات والمواقف ومــن هذا المنطلق أجدد الدعوة لكافة المكونات المجتمعية والأحزاب السياسية ولجان المقاومة وشباب الثورة بأن تساموا وتوحدوا وترفعوا فوق الخلافات وضعو الوطن وشعبه موطن التقديس من أجل التوصل إلى صيغ وحلـول عملية تراعـي مصالـح الدولـــة وشعبهـــا أولاً وتضمد الجراح ،وتداوي مكامن النزاعات والصراعـات وتعمـل علـى تقديم مصلحة الســــودان على مصالح الجميع .
المواطنون الكرام إن ما تشهده بعـض ربوع بلادنا مـن صراعات دامية ومؤسفه كانت آخر وقائعها في ولاية غرب دارفور راح ضحيتها نفرُ كريم من أبناء بلادي نسأل الله أن يتقبلهم ويحسن إليهم ان هذا الأمر يحتم علينا ويوجـب ضرورة المراجعة والمحاسبة وإعمال القوانين بل وسن التشريعات اللازمة التي توقف مثل هذه الأفعال وتضمن عدم الإفلات من المسائلة والعقاب هذه الأحداث وغيرها لا تخرج من تداعيات الحالة العامة التي تعيشها بلادنا وكلها أمور تدفعنا للمضي بالسرعة المطلوبة في طريق التوافق الوطني.
المواطنون الكرام بإسمكم جميعاً أتقدم بالتهنئة لكافة ضباط وضباط صـف وجنود القـوات المسلحة بكافـــة مكوناتها والأجهزة الأمنية الأخرى لدورهم الكبير في حماية وإستقرار هذه البلاد فهـم دوما يقدمون أروع أمثال التضحية والفداء والوفاء ونكران الذات فلهم منا التحيـة والتجلـة والعرفان وبإسمكم أحيي شبـاب وشابات الثورة الثائرين من أجل تحقيق السلام والحرية والعدالة وأقول لهم أن المستقبل لكم وللأجيال القادمـة فانتم الأمـل والمرتجى ، صونو بلادكــم وأحفظـوها بجهدكــم وفكركـم وبقدر حبكم لها لا تفرطـوا فـي أمنهـا ووحدتهــا وحتى نتجّنـب عثرات الماضي يجب أن تكونـوا حضـوراً وبفاعليـة ضمـن الحلول التي ستُطرح لإستكمـال الإنتقال الديمقراطي. المواطنون الشرفاء كل عام وطننا وأمتنا بخير وتقدم ورفاهية ، تقبـل الله شهـداء بلادي ونصـر جندها.
عيــــــد سعيــــــد كل عام وانتم بخير.
الخرطوم 1-5-2022 (سونا)