أحمد يوسف التاي يكتب: لغة الدم في خطاب أنس

(1)
(ثورة ديسمبر أكبر سمبك يرتكب بحق الشعب السوداني، الثورة دي هاملة ، بت هاملة ود هامل، في ثورة تأتي بالمثليين؟ من أنتم وكم عددكم حتى تحكموا البلد وتصبحوا وزراء علينا ..الخ..)… هذا الحديث المتطرف العدائي جزء من خطاب طويل للواء أمن “م” أنس عمر الذي كان يخاطب إفطاراً رمضانياً بمدينة شندي وذلك بعد الإفراج عنه…مفردات أنس الموغلة في العنف اللفظي والإسفاف وإهانة الثورة والثوار والإستخفاف بهم بلا أدنى شك ترسم ملامح الخطاب القادم لمتطرفي المؤتمر الوطني المحلول وهو خطاب عنوانه البارز العنف والتطرف والدم… هذه اللغة هي التي مزقت السودان وهي التي ستكون عود الثقاب لحريق ما تبقى من الوطن…لغة من أنتم ؟ وكم عددكم ؟ ومثليين ، وهوامل ليست إلا بداية لدمار ماتبقى من الوطن ..لغة التهديد هذه لغة بائرة عفى عليها الزمن فهي لاتخرج من سياسي رزين أو رجل دولة حكيم يتطلع لحكم الآخرين.
(2)
أثبتت التجارب السياسية في السودان أنه ليس بمقدور أي جهة مهما امتلكت من القوة والمنعة والمال والسلطة أن تقصي الآخرين مهما قلَّ شأنهم في نظرها ، فقد جربتم الحكم ثلاثين عاماً واحتكرتم السلطة وموارد الدولة وقتلتم وشردتم وسحلتم شركائكم في الوطن والدين وباسم الدين ، وأقصيتم منافسيكم وحرمتموهم من حقوقهم ، حتى إذا (تفرعنتم) جاء الخلاص من شباب صادق قاد التغيير بصدق ، شعار ثورته الحرية والسلام والعدالة وبناء دولة القانون والمواطنة..
(3)
الحقيقة التي يجب أن يعيها أنس وإخوانه المتطرفين أن ثورة ديسمبر ثورة عظيمة ومجيدة وسنظل نعتز ونفاخر بها بين الأمم ، كيف لا وأهدافها نبيلة وظروفها التي أشعلت فتيلها موضوعية ، ومبرراتها أقوى وأعظم من كل مغالطات وسوفسطائية …ثورة فجرها الظلم والإستبداد والقهروإقصاء الآخرين والتلاعب بالدين واستغلاله أسوأ استغلال…ثورة قادها وعي الشباب فما الذي يقدح في أهدافها وشعاراتها وأسبابها إذا تقاذفتها أيدي الآثمين والإنتهازيين وتكالب عليها المختطفون ولصوص الثورات المعروفين، ثورة ديسمبر مجيدة وستظل عندنا أعظم ثورة أنهت حقبة من الفساد والظلم وتغبيش الوعي والإستبداد ، وسيظل عندنا الشباب الذي فجر الثورة هو شباب مؤمن صادق وأمين ولن يضيره شيء إذا تخلل صفوفه من هم دون ذلك مثلما تخلل صفوفه الفاشلون و الذين هم أقل قامة من الثورة… أعود وأقول للسيد أنس أن هذه اللغة المتطرفة ستقضي على ماتبقى من الوطن وستحرق أيدي المتطرفين قبل غيرهم ، المطلوب الآن هو إدارة الإختلاف والتنوع والإعتراف بحق الآخرين في المواطنة وإدارة شئون الحكم وليس الإساءة لـ (الآخر) والتقليل من شأنه واحتقاره، أما الذين اختزلت الثورة كلها في أحزابهم الصغيرة و(شواذهم) للتقليل من شأن ثورتنا الشعبية السودانية الحرة فهؤلاء تصدى لهم المجتمع كله والإعلام عندما كنت قابعاً في سجنك، وقد رأيت النتيجة بنفسك فأين الذين خالفوا الأعراف والعقيدة وحاولوا الإستهزاء بها، فأين هم الآن فهل هؤلاء من فجروا الثورة وضحوا بأرواحهم من أجلها؟!!! …….الـلهم هذا قسمي في ما أملك..
نبضة أخيرة
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الـله، وثق أنه يراك في كل حين.

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version