محمد عبد الماجد يكتب: (6) شهور سجن وغرامة وجلد وحكم عسكري!

(1)
•في مثل هذا اليوم قبل (6) اشهر خرج علينا الفريق عبدالفتاح البرهان بعد ان قام بالتحفظ على رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك واعتقال بعض قيادات حكومته وبعض اعضاء مجلس السيادة المدنيين بهذا البيان الذي قال فيه : (أحييكم تحية عز وشموخ ومهابة مستوحاة من عزة وشموخ شعب السودان. في نصف قرن من الزمان وقف العالم ثلاث مرات ليكتب في تاريخه أن الشعب السوداني رفض أن يحكمه فرد أو فئة لا تؤمن بالحرية والسلام والعدالة، لذلك عندما هتف شباب ثورة ديسمبر المجيدة بهذه الشعارات واحتشد الآلاف منهم أمام القيادة العامة للقوات المسلحة؛ فاستجابت القوات المسلحة وعزمت من وقتها على العمل على تحقيق حلمهم في بناء الوطن الذي جوهره هذه الشعارات “الحرية والسلام والعدالة” هي القناعة التامة بأن شباب وأهل السودان يستحقون أن يكون لهم وطن يحلم بتحقيق هذه الشعارات، فيه نؤكد مضي القوات المسلحة في إكمال التحول الديمقراطي حتى تسليم قيادة الدولة لحكومة مدنية منتخبة تحقق لهم طموحهم في هذه الشعارات).
•عزة وشموخ شعب السودان لطخت بالدماء بعد هذا الانقلاب.
•بعد (6) شهور من البيان الذي قال فيه البرهان : (في نصف قرن من الزمان وقف العالم ثلاث مرات ليكتب في تاريخه أن الشعب السوداني رفض أن يحكمه فرد أو فئة لا تؤمن بالحرية والسلام والعدالة) نسأل البرهان ونقول له من يحكم السودان الآن ؟ حكم الفرد كله يتجسد في (حميدتي) وتبقى الفئة في حدود مناوي وجبريل وبرطم وهجو الذين لا حول لهم ولا قوة.
•التحول الديمقراطي الذي قصده البرهان يتحقق الآن باعتقال عشرات الثوّار واستشهاد (94) شهيداً بعد انقلاب 25 اكتوبر.. هناك أكثر من (13) ثائراً تم بتر اطرافهم بسبب اصابتهم بالرصاص اثناء مشاركتهم في الاحتجاجات ضد انقلاب 25 اكتوبر. أبهذه الطرق تتحقق شعارات الحرية والعدالة والسلام التي احدث البرهان انقلابه من اجلها؟
(2)
•بعد (6) اشهر من انقلاب البرهان على الحكومة المدنية ليس لنا غير ان نعيد بعض الكلمات التي جاء بها في بيان انقلابه الذي مازال (صفرياً).
•لن نحيل البرهان الى المعاناة التي يعيش فيها الشعب السوداني الآن ولن نرده الى العزلة التي عدنا لها من جديد بصورة اقوى.
•لن نحدثه عن الاموال والمشاريع التي فقدها السودان بسبب انقلابه المشئوم .. سوف نرد البرهان فقط الى بيانه ذلك.
•قال البرهان : (الفترة الانتقالية الراهنة قامت على أساس مرحلي هو التراضي المتزن بين الشركاء العسكريين والمدنيين للسير في طريق الانتقال حتى الوصول إلى التفويض الشعبي بموجب انتخابات عامة من خلال الممارسة التي امتدت لأكثر من عامين، انقلب التراضي المتزن إلى صراع بين مكونات الشراكة قاد بلادنا ومكوناتها المختلفة إلى انقسامات تنذر بخطر وشيك يهدد أمن الوطن ووحدته وسلامة أرضه وشعبه).
•التراضي الذي كان مفقوداً بيين الشركاء العسكريين والمدنيين يسأل عنه في المقام الاول العسكريون.. اما عن الانقسامات فان خطرها بعد انقلاب 25 اكتوبر صار اكبر.
•قال البرهان: (إن ما تمر به بلادنا الآن أصبح مهدداً حقيقياً وخطراً يهدد أحلام الشباب ويبدد آمال الأمة في بناء الوطن الذي بدأت تتشكل معالمه وبدأنا معًا نخطو نحو دولة المواطنة والحرية والسلام والعدالة إلا أن تشاكس بعض القوى السياسية وتكالبها نحو السلطة والتحريض على الفوضى والعنف دون اهتمام يذكر بالمهددات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي طبقت على كل مناحي الحياة ومفاصل الدولة، فكان لزامًا علينا في القوات المسلحة والدعم السريع والأجهزة الأمنية الأخرى أن نستشعر الخطر ونتخذ الخطوات التي تحفظ مسار ثورة ديسمبر المجيدة حتى بلوغ أهدافه النهائية في الوصول لدولة مدنية كاملة عبر انتخابات حرة ونزيهة).
•البرهان الذي تحرك وقام بانقلاب 25 اكتوبر لأن هناك خطراً يهدد احلام الشباب، قامت سلاطته بقتل (94) شاباً خرجوا رفضاً لهذا الانقلاب.
•هل احلام الشباب اهم من حياتهم؟
•اما المهددات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية فقد صارت بعد الانقلاب امراً واقعاً ومعاشاً وليس مجرد مهددات كما كانت قبل 25 اكتوبر.
(3)
•لتصحيح مسار الثورة حسب قوله قال البرهان في بيان الانقلاب : (ستتولى إدارة شؤون البلاد حتى موعد الانتخابات حكومة من كفاءات وطنية مستقلة تراعي في تشكيل هياكلها التمثيل العادل لكل أهل السودان وأطيافه وفئاته. سنحرص على إكمال مطلوبات العدالة والانتقال، مفوضية صناعة الدستور، مفوضية الانتخابات مجلس القضاء العالي، المحكمة الدستورية، مجلس النيابة قبل نهاية شهر نوفمبر من العام الحالي، لذلك سنشرك الشباب والشابات الذين صنعوا هذه الثورة في قيام برلمان ثوري يراقب ويقف على تحقيق أهداف ثورته الذي ضحى من أجلها رفاقهم وإخوانهم).
•تلك الكفاءات التي عناها البرهان تتمثل في حميدتي وجبريل ابراهيم ومبارك اردول وبرطم.
• مطلوبات العدالة والانتقال، مفوضية صناعة الدستور، مفوضية الانتخابات مجلس القضاء العالي، المحكمة الدستورية، مجلس النيابة قال البرهان سوف يتم تشكيلها قبل نهاية شهر نوفمبر من العام الذي وقع فيه الانقلاب ونحن الآن على مقربة من نوفمبر العام التالي للانقلاب.
•دعكم من مطلوبات العدالة والانتقال … البرهان حتى وقتنا هذا غير قادر على تعيين رئيس وزراء ليشكل حكومته كما جاء في الوثيقة الدستورية.
•كنا نفقد في حكومة حمدوك بعض المؤسسات الآن نفقد كل شيء في حكومة الانقلاب.
•البرهان كرر في بيان الانقلاب هذه الجملة اكثر من مرة : (نؤكد مرة أخرى على التزامنا التام بما ورد بالوثيقة الدستورية وبما تضمنته اتفاقية السلام مع حركات الكفاح المسلح في جوبا). لم يكن البرهان يخشى شيئاً غير حركات الكفاح المسلح التي تآمرت معه على هذا الانقلاب.
•لم يلتزم البرهان بشيء في الوثيقة الدستورية إلا ما لحق به من اضافة بعد سلام جوبا.
(4)
•بغم /
•الشعب السوداني في الستة اشهر الماضية مثله مثل المحكوم بالسجن والغرامة والجلد.
•كل هذه الاشياء يمثلها الحكم العسكري.
•وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version