هناك ارتياح عام بالشارع بعد قرارات البرهان التصحيحية. وقد طبق الشارع شعار (جيش واحد.. شعب واحد). وبعد أن زأر طه الجيش (البرهان) يومها بقوله: (رقد شيخ العرب إن شاء الله ثابت أجرو.. دقنروا دا السما قريب بطيروا والله بتجروا). استشاطت قحت غضبا. ولم تترك موبقة إلا أتت بها. بل قالت في الموسوس (حمدوك) وقتها. ما لم يقله مالك في الخمر. وتفننت في الأساليب الرخيصة من أجل العودة لحضن السلطة الدافيء. ولكن بعد أن أعياها السفر عبر نفاجات الكذب. تسورت جدران العسكر ليلا. أملا في العودة وشعارها (واقعين وراك يا ريا). ولكن هيهات. ومنهم من لم يغط دقنه وهو يرقص بحثا عن الوضع الدولاري الذي ثار ضده في لحظة انفعال. ها هم (سفهاء) الخارجية الذين قال لهم البرهان: (كما كنت.. خلف دور) يأتون له في رابعة النهار تحت شعار (سامحني غلطان بعتذر). وهناك أيضا من وصل لقناعة تامة بأن قطار الشوق قد رحل من عطبرا منذ زمن. وليس هناك أمل في عودته ليحمل قحت مرة أخرى لمحطة الوزارة. لذا بدأ يتحسس طريق الخلاص قبل طامة الإنتخابات الكبرى. ومن هؤلاء صحفي قحت (عند اللزوم) عميان مرغني. الذي كتب مقال شارحا فيه لقحت بكل شفافية الواقع حيث قال: (المجتمع الدولي ممثل في القوى الرئيسية الدولية واللاعبين الإقليميين – ولنكن صرحاء- رغم كونهم يرفضون الإنقلاب العسكري لكنهم لا يقبلون في الوقت الراهن إنفراد المدنيين بالحكم. لعدم ثقتهم في قدرة المكونات السياسية على إدارة البلاد بالجدية والقوة التي تحافظ على تماسكها وتجنب الانزلاق في سيناريوهات الدولة الفاشلة. وبعبارة سافرة المجتمع الدولي يفضل سلطة عسكرية قادرة على حكم مدني هش وضعيف. بهذا المنطق فإن ما يجب أن يضعه المدنيون – بمختلف تياراتهم- في الاعتبار أن النصاب المطلوب لبلوغ ثقة المجتمع الدولي في قدرتهم على إدارة الدولة لا توفره البيانات والتصريحات مهما اشتطت وتدبجت بالبلاغة وفصل الخطاب، فالمطلوب لإزاحة “البرهان” برهان قاطع على قوة المكون المدني وقدرته على إدارة الدولة. وهذا لا يعني طي الخلافات بين المكونات السياسية أو المجتمعية. بل القدرة على إدارة الخلاف دون أن يؤثر ذلك على إدارة وسلامة الدولة… إلخ). بمثل تلك القناعات يمكن زيادة جرعة الوعي التي حقن بها البرهان الجسد القحتاوي المتهالك يومها. ومن هنا نبعث برسالتنا لقحت إذا أرادت التعافي من سموم الحقد. ومعضلات خطاب الكراهية الذي بثته في المجتمع. أن تتناول المسكنات من صيدلية العميان ومن سار على دربه قناعة. لأنها أقصر طريق للعلاج من إدمان الفشل. أما خلاف ذلك ليس أمام الشعب إلا آخر العلاج بالكي (الإنتخابات).
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأحد ٢٠٢٢/٤/٢٤