يوسف السندي
شروط الشارع لحل الوضع الراهن بسيطة ومختصرة: ان يذهب الجيش للثكنات، وأن تذهب الاحزاب لدورها استعدادا للانتخابات، وأن تحكم البلاد خلال الفترة الانتقالية بواسطة التكنوقراط.
الاحزاب السياسية الثورية اقتنعت بهذا الطرح، بينما يرفضه المجلس العسكري والاحزاب والحركات والتحالفات التابعة له ( تحالف الموز).
يخاف المجلس العسكري من الحساب، بينما تخاف أحزاب وكيانات تحالف الموز من الضياع، فهي لا تعيش الا في ظل العساكر والطغاة.
العقبات أمام الحل الذي يرتضيه الشارع اولها ممانعة العسكر وصنائعهم، وثانيها إمكانية عدم التزام الاحزاب السياسية مستقبلا بالخروج من العملية السياسية وتركها للتكنوقراط.
المهام الراهنة هي مناقشة اسباب ممانعة العسكر لهذا الحل وأولها المحاسبة، ليس من أجل افلاتهم من العقاب، وانما من أجل ضمان عدم تدخلهم مستقبلا بالانقلابات.
كذلك مهم مناقشة اسباب لجوء بعض التيارات والاحزاب السياسية (تحالف الموز) إلى العسكر والتقوي بهم، وبالتاكيد ستكون اول الاسباب هي ضعف شعبية وقوة هذه الاحزاب، ولذلك تعمد لتستمد قوتها من قوة بندقية الجيش.
معالجة تخوفات هذه الكيانات التي تخشى من سيطرة الأحزاب الثورية على الحكم عبر الجماهير، مهمة وضرورية، وفي مقدمتها ضمان وجود حكم تكنوقراطي كامل الدسم وغير مخترق من الاحزاب خلال الفترة الانتقالية.
مناقشة كيفية سد الباب أمام نفوذ الاحزاب الثورية وكوادرها الواضحة والخفية إلى حكومة التكنوقراط، وهذا سيكون عاملا حاسما في استقرار الفترة الانتقالية وعدم اهتزازها.
أزمة عدم وجود تكنوقراط مئة بالمئة هي أزمة يجب أن تناقش بوضوح وشفافية، وأن يتم التدقيق في التكنوقراط وان يستبعد كل شخص منتمي حتى وان كان ذلك خلال حياته الجامعية فقط، وذلك سدا للذرائع ودرأ للشبهات.
الشباب والمرأة يجب أن ينالوا النصيب الاكبر في حكومة التكنوقراط، فهم الاقل تأثرا بالحزبية، كما ان الشباب اقدر على مخاطبة الجيل الجديد الذي مثل عصب الثورة وروحها، وسيمثل الطاقة الدافعة للحكومة الانتقالية.
العدالة والواقع الاقتصادي والانتخابات هي ملفات حكومة التكنوقراط، على ان يترك امر السلام لمؤتمر سوداني سوداني برعاية عالمية لاحلال السلام الشامل.
صحيفة التحرير