عيساوي: رئاسة حميدتي

للرجل طموحات كبيرة. وبات في حكم المؤكد أن عينه على الرئاسة في الإنتخابات القادمة. وليته يضع في الحسبان أن الحياة (تجارة) مبنية على الخسارة قبل الربح.

ومن أراد أن يهتدي بنور السياسة. عليه أن يتوقع حريق نارها. وفي تقديرنا أن ثمة مطبات أمام الرجل لكي يصل لمبتغاه متمثلة في الآتي:
الأولى: المؤتمر الوطني: سبق وأن قالوا له (أترك الكيزان ما تركوك). ولكنه ناصبهم العداء السافر. وكلما وجد (دلوكة ورل أخد ليه فيها عرضة) شتما وتقريعا لهم. هذا الأمر في ظني يدفع بالمؤتمر الوطني وحماية لنفسه من تطاوله المتكرر. أن يعلن عن تأييده للبرهان مرشحا للرئاسة (لكل فعل ردة فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الإتجاه). وبذا يكون الكيزان قد أثبتوا فشل تلك النظرية. صحيح معاكس له في الإتجاه. ولكنه أكبر منه في المقدار.

الثانية: القوى الأمنية (جيش وشرطة وأمن): كان يدور همسا بأن الرجل عندهم ظاهرة عابرة. طال الزمن أو قصر مصيرها للزوال. وقد ظهر ما كان يدور همسا للعلن. والدليل ما صرح به جميع المتهمين في محاولة بكراوي الإنقلابية.

الثالثة: سلام جوبا: سبق وأن نادينا بإعادة النظر في سلام جوبا لأنه سبب خللا عاما بالسودان سياسيا واجتماعيا. وكل خلل فيه محسوب عليه لأنه راعيه. وفي تقديري أن مسار دارفور غير مستعد لدعمه. لما للرجل من صفحة تاريخية سوداء مع قادته. أضف لذلك لخلقه غبن زائد بدارفور. ناهيك عن بقية المسارات (دولة البحر والنهر). فهذه الفرصة التاريخية لهذه المسارات لترد الصاع صاعين. وتضع الرجل (في علبو).

الرابعة: المثقفاتية: مهما حاول الرجل من تجميل صورته غير مقبول عندهم إطلاقا. هناك شبه إجماع بعدم تقديم الرجل. فإن حكمهم الآن بقوة (الضراع) فلا يمكن أن يحكمهم بقوة (الناخب) عبر أصواتهم مستقبلا.

الخامسة: البعد الخارجي: نلاحظ أن هناك تسوية تجري على قدم وساق لحرب اليمن. وبذلك يكون الرجل قد فقد التعاطف الخليجي. ومصر تحبذ التعامل من الجيش النظامي وليس المليشي. وليبيا في طريقها للعودة الآمنة. وبذلك يفقد الرجل التعاطف الأوروبي لأن الهجرة غير الشريعة تكون مسؤولية الحكومة الليبية.

السادسة: حاضنة الرجل: للرجل ثقة زائدة في الطرق الصوفية والإدارة الأهلية. وليته قرأ التاريخ القريب أيام البشير. وكثير من هؤلاء شعارهم (أكل تورك وأدى زولك).

السابعة: نتيجة الإنتخابات: إذا قدر الله لها القيام. غالبا ما يكون للتيار الإسلامي العريض نصيب الأسد في البرلمان. هنا (مربط الفرس) سوف يتم تقليم أظافر الرجل تماما بدمج قواته بالجيش عبر شرعية البرلمان.

وخلاصة الأمر من حق الرجل أن يحقق طموحاته. ولكن قبل ذلك يجب معالجة تلك النقاط بعاليه وغيرها بحكمة. ولا ننسى أن مستشارين على قدر عال من الوعي والإدراك ببواطن الأمور بمكتبه.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الجمعة ٢٠٢٢/٤/٢٢

Exit mobile version