محجوب مدني محجوب
من يربط صوابه وخطأه بعمل الخلق، فلن يحقر أحد عمله، فمهما يأتي بجريمة، فسوف يجد من يأتي بجريمة أكبر منه.
فمن أراد الله أن يعظم جريمته، ولا يستصغر خطأ قام به، فسوف يربط معصيته بمعصيته سبحانه، فمهما صغر المخطئ حجم خطيئته، فسوف يجعلها كالجبال.
متى؟
حينما يستشعر بأنه عصى الله.
عصى من يأخذ أخذ عزيز مقتدر.
اما إذا عقد مقارنة بين خطئه، وبين أخطاء الناس، فسوف يجد نفسه وليا من أولياء الله الصالحين.
يعقد إفطارا جماعيا يظن أنه كسر الدنيا بهذا الإفطار.
لماذا؟
لأن البعض يفطرون في نهار رمضان، وآخرين يصومون لا يصنعون موائد للصائمين.
أما إذا نظر إلى نعم الله عليه، وإذا نظر إلى ما فعل الصحابة رضوان الله عليهم في رمضان، فسوف يستحقر فعله هذا غاية الاستحقار، وسوف يتضرع إلى الله أن يقبله منه قبول رحمة وفضل منه لا قبول من أجزل العطاء وعظم العمل.
فالقاعدة تقول انظر إلى من هو دونك إذا لم تعجبك حالك في الدنيا، وانظر إلى ما هو أعلى منك إن أعجبك عملك للآخرة.
هذه القاعدة لا تنطبق على العبادات فقط بل تنسحب على جميع الأعمال.
فالذي ينادي بإسلامية الدولة، ولم يقدم لهذه الأسلمة سوى الإساءة إليها، فسوف ينظر إلى عمله هذا نظرة الفاتحين الظافرين إذا قارنه مع من يدعو لعلمانية الدولة، وإبعاد الدين عن الدولة.
وإن نظر إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه ( إنها لأمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة).
وإذا نظر لقول ابن الخطاب رضي الله عنه( فو الله لو عثرت بقلة في العراق لخفت من أن الله سائلي عنها لم لم تسو لها الطريق؟)
فسوف يبكي دما ندما على فعله
أريأتم لماذا لم يشعر إلى الآن الإسلاميون عندنا بالذنب؟
أرأيتم كيف يكون حالهم ولباسهم قبل أن يحكموا وبعد أن يحكموا؟
بل كيف تكون حالة معارفهم وأحيائهم.؟
أرايتم لماذا يعتزون بعملهم؟
في حين أنهم حال حكمهم أساؤوا للإسلام أكثر مما أحسنوا له؟
أعرفتم السبب؟
فلقد قيل إذا عرف السبب بطل العجب.
السبب أنهم ينظرون إذا اعترفوا بحد من حدود الله أو بشرع من شرائعه نظروا لم ينكره، ونظروا لمن يلحده، فعظم بذلك فعلهم في نظرهم، ولم يلتفتوا إلى عدم تطبيقهم له.
بل إذا أساء أحدهم وزنا في نهار رمضان لم يعاقبوه، وبالكثير ينقلونه فقط من موقعه إلى موقع آخر.
لماذا؟
لأن هذا الزاني على الأقل أفضل من المستنكر لرمضان والرافض له عقيدة ومنهجا.
فسقط بهذا الفهم عندهم شرط الندم على الذنب أهم شروط الإقلاع عن الذنب وأهم شروط التوبة.
إذا زورنا الانتخابات واشترينا الأصوات فهذا الفعل نبتغي به محاربة عدو الإسلام ونبتغي به شرع الله وبالتالي فهو أفضل حالا من الذي يزور وهو محارب لله ورسوله بل أفضل من الذي يستحق الانتخابات وهو محارب لله ورسوله.
أرأيتم لماذا سقطت الإنقاذ على أيدي جيلها؟
سقطت لأن معيار صوابها وخطئها ونجاحها وفشلها هو انتصارها على اليسار.
هذا اليسار الذي يمثل بعبعا لها لا للشعب يمثل مصدر خطر لها لا للشعب.
فكل رذيلة ترتكبها تضعها بميزان اليسار، وبالتالي تحيلها إلى فضيلة.
فهذا الذي زنا في نهار رمضان أفضل منك أيها الشيوعي الذي تنكر صيام شهر رمضان من أساسه.
وهكذا صرنا نحن المسلمين معركتنا مع اليسار رغم أنوفنا؛ لأن هذا اليسار عدو للكيزان.
لا ننظر لأمر ربنا لا ننظر لطاعة رسولنا لا ننظر لسير الصحابة رضوان الله عليهم ومن تأسى بهم.
كل افعالنا نربطها باليسار؛ لأن الكيزان يريدون ذلك.
لأن اليسار ينافس الكيزان أو قل المنافس التقليدي لهم في الحكم.
فنحن بين فكي مفترس.
نقوم بثورة ضد الكيزان لنجد أمامنا الشيوعيين استلموا الثورة.
فلا حل لنا إلا بأن نعمل بنفس منطق الكيزان.
وهو حكومة فاجرة أفضل لنا من حكومة ملحدة.
وهذه حقيقة وهي أن الفاجر أقل سوءا من الملحد لكن الغريب أن يستغل الكيزان هذه الحقيقة على طول تجاربهم سواء حكاما او معارضين وسواء متهمين أو مجرمين وسواء داخل السجن او خارجه.
وإن سلمنا بذلك
فالسؤال:
ألم يربط القرآن هديه بهدي الصحابة أم كانت معركته مع الكفار فقط؟
من أراد أن ينتهج منهج الإسلام، فليلتسربل بتعاليمه وبمعياره لا بتعاليم اليسار ومعتقداتهم.
فالسربال الأول يجمع حولك المسلمين، والثاني يجعلك معلقا في الهواء لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
صحيفة الانتباهة