تعلمون أنني أكره السياسة التي فرضت نفسها على حياتنا العامة ودخلت في بيوتنا عنوة وطالت حتى جيوبنا، وقد أجبرتني مهنة الصحافة على التعاطي مع السياسة من على البعد بلا تعصب حزبي أو مواقف صماء جامدة.
أكتب هذا بمناسبة حضوري الافطار الرمضاني للجنة التمهيدية لاتحاد الصحفيين الذي أُقيم أمس السبت بدار المهندس بالخرطوم وسط حضور نوعي من مختلف ألوان الطيف الصحفي.
طلبوا من المشاركة بكلمة عقب الافطار فانتهزتها فرصة لتهنئتهم على هذه الخطوة الإيجابية نحو إعادة بناء إتحاد الصحفيين ضمن الحراك القاعدي وسط النقابات ولاتحادات لتحقيق الإصلاح النقابي وتفعيل تجمع المهنيين في هذه المرحلة الانتقالية المتعثرة خاصة بعد قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر 2021م.
لست من انصار هدم ما تم من إنجازات في المرحلة الانتقالية المنقلب عليها لذلك لا أحفل بما يجري خلف كواليس السطة القائمة مع بعض رموز الأحزاب والحركات والشخصيات الانتهازية لتكوين حكومة فوقية لا علاقة لها بالحراك الجماهيري الثوري الساعي لاسترداد الديمقراطية وتسليم المدنيين السلطة الانتقالية.
لذلك أساند مثل هذا الحراك النقابي الإيجابي الذي لابد أن يستكمل وسط كل النقابات والاتحادات، إضافة لحراك مماثل وسط الأحزاب لتغذية قياداتها بالكنداكات والشباب وتكثيف الحراك الجماهيري الثوري لاسترداد الديمقراطية وإكمال مهام المرحلة الانتقالية على هدي برنامج الإسعاف الإقتصادي والإصلاح المؤسسي في كل مفاصل الدولة العسكرية والمنية.
هذا يتطلب تنقية الأجواء السياسية وإطلاق سراح معتقلي الخامس والعشرين من أكتوبر 2021م وإعادة وتفعيل لجنة تفكيك التمكين لتواصل مهامها تحت مظلة سيادة حكم القانون بعيداً عن المكائد والمؤامرات والفتن المجتمعية والانفلاتات الأمنية المدبرة وتهيئة الأجواء الصحية للانتقال السلمي نخو الحكم المدني الديمقراطي المنشود.
نورالدين مدني أبوالحسن
صحيفة التحرير