🖊️الإسلاميون ليست لهم أي مشكلة في التعامل مع الشيوعيين دولاً وأفراداً، ولا في التعامل مع اليهود ولا الهنادكة.
والخطأ خطأ لو صدر من شريكي قحت سابقا ( البرهان او من حميدتي)، أو صدر من اي شيخ من شيوخ الحركة الإسلامية، لا احد من الإسلاميين يبرر لاحد غلطته، ولا يوجد بين الإسلاميين من يدافع عن فساد الإسلاميين إلا أن يكون فاسدا، ولا يوجد بينهم من يقدس شيوخ الحركة الإسلامية إلا أن يكون ضالا، والإسلاميون لم يدَّعُوا يوما أنهم أبناء الله وأحباءه، ولم يدَّعُوا العصمة أو يزعموا أنهم النجباء الأصفياء الأنقياء المطهرين مما يشوب الناس من الذنوب والمعاصي والمخالفات، بل هم أخلاط كما قال الله تعالى:
{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} [فاطر : 32]
وهل خلا مجتمع الصحابة من العصاة والمذنبين ومرتكبي الصغائر والكبائر حتى تخلو جماعة الإسلاميين من طبائع البشر؟
🖊️ليس الكمال ولا الصفوية هي ما تميز الإسلاميين، الإسلاميون فيهم الصالح والطالح والسني والسلفي والصوفي المعتدل والصوفي الغالي، بل كل من شعر بالغَيرة على الدين وسعى للدفاع عنه وكان مؤمنا بأن الدين الإسلامي (عقيدةٌ وشريعة ودين ودولة) فهو إسلامي وإن لم يعرف انه إسلامي، فالغرب وأهل الإسلاموفوبيا هم من اطلق إصطلاح الإسلامي باعتباره متطرفا، وعرفوا الإسلامي بأنه:
The dividing line between moderate Muslims and radical Islamists is whether shari’a should apply.
(الفرق بين المسلم المعتدل والإسلاميين المتطرفين هو ما إذا كان المسلم يرى وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية)
🖊️فهل فهمت اخي العزيز عيب الإسلاميين ولماذا هم سيئون؟
عيب الإسلاميين وإرهابهم وتطرفهم وشيطنتهم وخروجهم (على الحكام) وفسادهم.. هو أنهم يرون وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية!
✔️أفلا تجد، وفقا لهذا التعريف، أن جميع المسلمين إسلاميين إلا القحوت؟
{وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [البروج : 8]
{وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [الأعراف : 82]
🖊️إذاً ما يميز الإسلاميين ليست العصمة من الذنوب والمعاصي والطهرانية، فهم مثلهم مثل بقية البشر يذنبون ويُخطئون ويفسدون ويصلحون، ما يميزهم هو أن صالحهم وطالحهم وقويهم وضعيفهم، وملتزمهم ومتفلتهم، جميعا يرون وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية، وجميعهم يغير على الدين، على عكس خصومهم، لا تجد لأمثلهم طريقةً في قلبه مثقال ذرة من غيرة على الدين، بل تجد أكثرهم ناقماً كارهاً للدين متحيلاً في ذلك بكراهيته للإسلاميين وتجار الدين.
🖊️الإسلاميون متفاوتون مختلفون، ولكن يكفيهم أن يتعاونوا في الحد الادنى من المشتركات دفاعا عن (بيضة الإسلام)، وفيما عدا ذلك فلكلٍ مذهبه وطريقته.
🖊️ولا توجد مشكلة لدى الإسلاميين أو الإسلام في تعامل المسلم مع الصين الشيوعية أو روسيا المسيحية او الهند البوذية، كما تعتقد، وتظن أن ذلك منقصة للإسلاميين، لا يوجد أي مانع ديني يمنع المسلم من التعامل مع المخالف الديني أو زيارتهم أو إستقبال من يزوره منهم او الإتجار وتبادل المنافع معهم.
🖊️وحتى إسرائيل لولا احتلالها مقدسات وبلاد المسلمين لا يوجد مانع شرعي يمنع المسلم من التعامل معهم، والآن ليس للمسلمين كافةً أي مشكلة مع اليهود، فهم كتابيون لا مشكلة لنا معهم حتى في التزاوج منهم واكل ذبائحهم وطعامهم، مشكلة المسلم هي مع الصهاينة المحتلين.
🖊️والإسلاميون يستنكرون التطبيع، وليس هم من طبع، والبرهان ليس شيخا من شيوخ الإسلاميين ولا مرشحا لهم ولا مختارا منهم لحكم السودان.
البرهان إنقلابي إنقلب على حكومتهم إنحيازا للثورة السودانية، والإسلاميون يرفضون تولّي الجيش للحكم، ولكنهم أكثر رفضا لتولي قحت العالمانية اليسارية المحاربة لله رب العالمين للحكم بدون إنتخابات أو توافق وطني، فأين المشكلة؟
اليس هذا هو ما يجب أن يكون موقف كل من يزعم أنه مسلم؟
🖊️الإتفاق الذي تم بين الجيش وجماعة تُسمَّى قحت تقاسما بمقتضاه حكم السودان (بدون توافق الجميع، وبدون إنتخابات) كان خيانةً وإنقلاباً على الثورة، والخلاف بين الخائنَين (العسكر وقحت) كان متوقعا وكان أمرا محمودا، وسحب الجيش السلطة ممن يُسمون قحتا هو بداية التصحيح الذي كان يطالب به الإسلاميون وتحالف دعم الشرعية، والشرعية التي كان ينادي بها الإسلاميون والوطنيون هي شرعية (الإنتخابات أو التوافق الوطني) التي ينادي بها اليوم الجيش والوطنيون والإسلاميون ويرفضها القحتيون، ولا سبيل اليوم لجهةٍ أو حزبٍ أو يسارٍ او يمين لخطف السلطة والإنفراد بها مجددا، الطريقة الوحيدة لاستلام السلطة هي:
أ – إما عن طريق الإنتخابات.
ب – وإما عن طريق التوافق الوطني.
ج – ولكن قطعا ليس عن طريق المظاهرات التخريبية العنيفة والتتريس وحرق وتدمير الممتلكات العامة والخاصة وقتل المتظاهرين أو العربدة التي تمارسها قطعان قحت وملوك إشتباكها وكنداكاتها المتفرشخات على أكتاف شفاتتها.
🖊️والمعلوم أن أول من ساق قطار التطبيع هو حمدوك عندما قابل رئيس وزراء إسرائيل في زيارته لترامب، ومهد بذلك لإستقبال البرهان له في كمبالا تالياً.
وطبعا حمدوك والبرهان بررا فعلتهم السوداء هذه بأنها ضرورية لرفع العقوبات الأمريكية عن السودان، وشخصيا لا ارى أن هذه الفعلة مخرجة من الملة، فالضرورات تبيح المحظورات، خاصة إذا لم يترتب عليها إشتراط إعلان السودان التخلي عن دعمه لقضية القدس وحقوق المسلمين في استعادة أراضيهم المحتلة، وحسب علمي ذلك لم يحدث.
✔️هذان هما الأمران اللذان أشكلا عليك، وليس للإسلاميين حولها أي مشكلة كما رايت.
🖊️ما يراه الإسلاميون مشكلة كبيرة ولا تراه أنت ولا القحوت مشكلة فيما يبدو، لأنك لم تتعرض لها، فهي التالي:
١- تسلط مجموعة يسارية عالمانية متطرفة إنتهازية غير منتخبة، اتت بغير إنتخابات وبغير توافق وطني وسطت على الحكم، وتصر أنها حكومة مدنية ديمقراطية من حقها أن تحكم السودان منفردةً بأيديولوجيتها المضادة للدين بالعضل والتخريب والعربدة والقتل والإستقواء بالخارج، بدون توافق ولا إنتخابات.
٢- إلغاء الحدود الإسلامية وكافة التشريعات والقوانين الإسلامية وعلى راسها حد الردة بمشروع (التعديلات القانونية القحتية المتنوعة) لوزير عدل قحت.
٣- تحليل الزنا واللواط والخمر والأعمال الفاحشة برفع التجريم والعقوبة عنها.
٤- إصدار تشريع مضاد للتشريع المحرم للمعاملات الربوية يقضي بتحليل المعاملات الربوية.
٥- وقف جمعية القرآن الكريم ومصادرة عمارة الوقف الخيري التابعة لها ومنحها لقوم لوط وإستشارية النوع (مجتمع الميم) ليكون مقرا رسميا لهم.
٦- تخصيص يوم في القناة الفضائية الرسمية للمسلمين شعارها (لا إله إلا الله) لغير المسلمين لبث عقيدة شركية شعارها (الله ربنا يسوع) و (الله ثالث ثلاثة الأب والإبن والروح القدس)، والله تعالى يقول: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة).
٧- إغلاق اكثر من ٤٥٠ خلوة تحفيظ قرآن كريم، وفصل أكثر من ٧٠٠ معلم قرآن كريم.
٨- تعديل (تشويه) مناهج تعليم أبناء المسلمين من قبل رجل مرتد عقيدته تقول (الإسلام برسالته الاولى لا يصلح لإنسان القرن العشرين)، ويقول (الصحابة كانوا مسلمين ولم يكونوا مؤمنين)، ويقول: (الجنة ليست للمسلمين فقط، بل تجد فيها الكفار وإبليس نفسه تجده في الجنة).. إلخ من كفريات وزندقات الجمهوريين المعروفة.
مثل هذا الزنديق يكون مديرا لمناهج أبناء المسلمين، ويقوم بحذف الكثير من مقررات القرآن ويقول عنها حشو، ويضرب مثال بسورة حذفها من المنهج إسمها سورة الزلزلة، يقول أنها تزلزل وترعب الطلاب والطالبات.
وياتي في المنهج بصورة رجل عاري رامزا بها لله رب العالمين، وكل هذه لا مشكلة لخصوم (الكيزان) القحوت معها ولا تحرك فيهم شعرة، بل على العكس ينتقدون من يرفض هذه الإساءات والزندقات والكفريات ويعتبرونه (كوز يتاجر بالدين) و(المسلم الثوري المثالي) عندهم هو (المسلم) الذي لا تحركه الإساءة لدينه وأخلاق مجتمعه ولا يغير إلا على زنادقة قحط فقط، ومن أحسن من الله قيلاً في هذا الشأن:
{وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}؟
٩- تدنيس حرمة المساجد ودخول قطعانهم إليها والهتاف داخلها (مدنياااااو) أثناء خطب الجمع، وإنزال الأئمة الذين يمارسون واجبهم الشرعي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من منابرهم، وسحلهم وضربهم.
١٠ – إغلاق إذاعات القرآن الكريم ومصادرة أجهزتها واوقافها.
إيقاف أكبر مؤسسة دعوية إسلامية مملوكة لعدد من الدول الإسلامية أكرمت السودان بجعله مقرا لها، هي منظمة الدعوة الإسلامية ومصادرة اصولها واملاكها وتشريد العاملين بها وإغلاق مدارسها، ووقف مساعداتها لعشرات الآلاف من الاسر السودانية المتعففة.
١١ – تشريد آلاف الكفاءات السودانية النادرة بناءا على المزاج والتقديرات الشخصية والوشايات، أو لأنهم غير يساريين، أو لا يؤمنون بما تؤمن به قحت.
١٢- إلزام الموظفات المحجبات في الفضائية السودانية والكثير من دواوين الدولة بنزع الحجاب أو ترك الوظيفة.
١٣ – سب الله علنا وتسيير مظاهرات سب الدين، ومظاهرات قوم لوط تطالب البرهان بإعادة الحكم لقحت.
١٤- حذف الدين الإسلامي واللغة العربية من الدستور تطبيقا عمليا للبيان السياسي للحركة الشعبية شمال عن (السودان الجديد) الخالي من الإسلام والعروبة والعرب.
🖊️وحذف مرجعية الدين الإسلامي من الدستور يعني إقرار عالمانية الدولة (والعالمانية كفر صريحٌ بلا مجمجة) لا يرضى به إلا القحتي.
هذه هي القضايا الجوهرية التي تهم الإسلاميين، وارجو أن لا تردد لي الأسطوانة المشروخة للقحتيين (طيب والكيزان كانوا مطبقين الشريعة؟). فنحن لا نطالب فاقد الشيئ بشيئ يفتقده، نحن لم نطالب قحت بتطبيق الشريعة، ولكن فقط لا يمكن لنا أن نرضى أو نقبل أو نسكت على الممارسات المذكورة أعلاه، لأنه لا ينبغي لمسلم أن يرضى الدنية في دينه، ومن لم ينكر هذه الخبائث القحتية بيده ولا بلسانه ولا بأضعف الإيمان بقلبه، فليس في قلبه مثقال ذرة من الإيمان، فبماذا يلاقي ربه وقلبه خالٍ من ذرة إيمان؟
هل يقابله بمدنياااااو؟
علما بأنه في بلدٍ كالسودان لا يبرئ ذمة المسلم الإنكار بقلبه، لأن كل أحدٍ يستطيع الإنكار بلسانه أو قلمه.
ارجو ان أكون بهذا قد ابنت لك ما هي القضايا التي تهم الإسلاميين.
تحاورت يوما مع قحتي مثقف لكنه قحتي، وفي النهاية أشاد بدفاعي عن الإسلام وقال لي: (كم كنت أتمنى أن تكون لديَّ غَيرَة على الدين مثلكم لأدافع عن الإسلام).
تحياتي
ابوسفيان