عبد الله مسار يكتب : نابليون والفلاح الروسي اتّعظوا يا عُملاء السُّودان

بعد أن أكمل نابليون السيطرة على أوروبا، قرر غزو روسيا وكان نابليون عندما يمر في طريقه في المدن الأوروبية وقراها متوجهاً نحو روسيا، كان الناس يخرجون من بيوتهم لمشاهدة موكبه المهيب.

وعند دخوله أطراف الأراضي الروسية، كان هناك فلاح روسي مُنحنٍ وبيده منجله يحرث أرضه بنشاط لا يعرف الكلل والملل ولم يعر موكب نابليون انتباهًا.

فقال نابليون لحراسه وقادته ألا ترون هذا الفلاح الروسي الحقير لم ينظر إلى موكبي وبنات أوروبا يخرجن من غرف نومهن شوقاً وشجناً لمروري أمام منازلهن.

فأوقف نابليون الموكب وأمر بإحضار الفلاح الروسي فأتوا به مكتفاً،

فقال نابليون لماذا لم تُوقف الحراثة وتنظر إلى موكبي، فقال الفلاح الروسي أنا مالي ومال موكبك، فأرضي أولى باهتمامي!

فقال نابليون ألا تعرف من أنا؟؟

فقال الفلاح الروسي لا يهمني أن أعرف من أنت.

فقال نابليون عليك أن تعرف أنا نابليون الذي سأحتل بلدك.

فقال الفلاح الروسي أنت غازٍ حقير أحقر من أن تحتل بلدي.

فقال نابليون يجب أن تحمل اسمي معك دائماً لكي تذكرني في كل وقت.

وقال لجنوده اكتبوا اسمي على ساعده فأحموا سيخاً من الحديد وكتبوا اسم نابليون على يده ليكون وشماً لا يستطيع نزعه.

فما كان من الفلاح الروسي إلا ان قام برفع منجله وضرب يده فبترها ورمي بها وسط ذهول نابليون وجنوده وضباطه، قائلاً خُذ اسمك معك فعار عليّ أن أحمل اسم غازٍ حقير مثلك!

فنظر نابليون إلى من حوله وقال كلمته المشهورة (من هنا تبدأ الهزيمة) فكانت بالفعل هزيمته النكراء في روسيا!

الآن العالم يتشكّل من جديد من روسيا وقد قال ماكرون بدا زوال الهيمنة الغربية على العالم.

والدرس الآخر متى كان المواطن وطنياً مرتبطاً بأرضه وبلده وحبها فهو يزرع النصر سنابل خضراء ولا يهزم أبداً.

ولكن فكم من اناس بائعون أرضهم وشعبهم وقضيتهم بثمن بخس

ومازالوا يبيعون!

أيها السودانيون إياكم إياكم أن تبيعوا وطنكم بثمنٍ بخسٍ “دولارات معدودات”!

كونوا كهذا الفلاح الروسي وتمسّكوا بسيادة أرضكم ووطنكم واحموا شرفكم وعرضكم.

إن مجد روسيا قديم هي أرض القياصرة والجبابرة صناع تاريخ وحضارة.

إن درس الفلاح الروسي هذا يجب أن يستفيد منه كل مواطن شريف وطني.

وأحق أن يفهموه ويعووه الذين يحومون في السفارات بين لويفر وفولكر.

صحيفة الصيحة

Exit mobile version