أغاني و أغاني – ٢٠٢٢
(١٥)
في بعدك ياغالي من كلمات الجنرال عوض أحمد خليفة و من ألحان العندليب الأسمر زيدان إبراهيم كانت إستهلالية حلقة هذا المساء التي تدور حول مفردة البعد في الغناء السوداني .
تغنت بها الفنانة مكارم بشير و لمكارم بشير باع طويل في تشويه غناء الكبار و محاولة غناء مكارم بشير لأغنيات الرواد على طريقتها التي تقوم على تقطيع الكلمات و إخراج صوت صوت متهدج ظناً منها أن هذا هو التطريب بعينه ، و هي طريقة أبتدعها كما زكرت آنفاً الفنان عمار السنوسي و نجح في جعلها لونية خاصة به ، و لكن الفارق هنا هو أن هذا الأسلوب في الغناء يتناسب و صوت و إمكانيات عمار السنوسي .
البعد الزماني و المكاني و البعد العاطفي الإفتراضي هي معانٍ متعددة إستخدم المغنون السودانيون مفردة البعد و البعاد للتعبير عنها جميعها على إختلاف مقاصد الشعراء و حالاتهم الشعرية و العاطفية و تعبيرهم عن حالة البعد مجازها و فعليها .
تحدث الأستاذ مصعب الصاوي حديثاً مقتضباً غير مكتمل عن هذه المعاني و لم يكن حديثه سوى تمهيداً منقوصاً للحلقة و منتقصاً لعمق الفكرة نفسها ، و ذلك يعزى غالباً لميله نحو الظهور بشخصية المقدم خفيف الظل بعيداً عن شخصية الناقد الذي يهمه الايضاح و التشريح و توضيح ما هو خاف على المتلقى من معانٍ و مرامي و عن علاقة الكلمة باللحن و علاقتهما بصوت المغني و أسلوب أداءه الصوتي و الحركي .
الفنان شكرالله عزالدين قدم لنا هذا المساء رائعة الفنان الكبير أحمد الجابري ( حكمة ) ، و هي من كلمات الشاعر الكبير عبدالرحمن الريح و من ألحان الفنان الكبير أحمد الجابري .
شاركه في الأداء الفنان الشاب أحمد محمد عوض ، و كانا ثنائياً غير متجانس جمع بين بساطة أداء أحمد عوض و معاناة شكرالله عزالدين في محاولته غير الموفقة في أداء غناء الجابري الذي هو رمز البساطة و السهل الممتنع على طريقته تلك التي تميل إلى تعقيد السهل و هو الأمر الذي جعلنا نستمع إلى أغنيتين مختلفتين في ذات الوقت .
من كلمات الشاعر الكبير الطاهر إبراهيم قدم لنا الفنان الشاب مأمون سوار الدهب رائعة الفنان الذري إبراهيم عوض ( لو بعدي بيرضيك ) ، و الفنان مأمون سوار الدهب ظل في تراجع مستمر طوال مشاركاته خلال حلقات هذا الموسم .
( أنا أهواك و إنتا عارفني ) من كلمات الشاعر الكبير ( علي محمود التنقاري ) و من ألحان الملحن العظيم علاء الدين حمزة ، إستمعنا للفنانة هدى عربي و هي تغني بمزاج عال و أداء لم يشابه أداءها المتواضع هذا الموسم ، رغم صعوبة أداء أغنيات الفنانة الكبيرة عشة موسى ( الفلانية) ، و هدى عربي تمثل ( تيرمومتر ) قياس مستوى حلقات هذا البرنامج ، فهي الأكثر حضوراً و مشاركة بين الفنانين المشاركين هذا الموسم ، و أكثرهم إجادة لصنعة الغناء ، فقط عابها الميل لتسريع الايقاع و تخفيف الأغنية التي هي في الأصل ليست من الأغنيات الخفيفة .
الفنانة لينا قاسم قدمت لنا في أداء جيد و سلس و ملتزم من كلمات السر محمد عوض و من ألحان الموسيقار علاء الدين حمزة أغنية ( إحنا حافظين لي ودادك ) .
و الفنانة لينا قاسم تمتاز بجرأة و شجاعة تميزها عن الكثيرين و الكثيرات و تتميز بأداء يتسم بطلاقة و وضوح في مخارج الحروف مع إلتزام باللحن .
الفنان الشاب أحمد محمد عوض قدم لنا في ختام الحلقة رائعة الفنان الشعبي الكبير عبدالوهاب الصادق ( لو حبايب ذي ما بتقول ) و هي من كلمات الشاعر الكبير التجاني حاج موسى .
و أحمد محمد عوض يجيد اللعب في ملعبه و هو فن الغناء الشعبي ، و يبدو أنه سيكون إمتداداً مشرفاً لمسيرة عمه الفنان الكبير الراحل المقيم محمد أحمد عوض .
غداً إن شاء الله نلتقي ،،،
كمال الزين