كانت قيادات النظام البائد الامنية والسياسية والاعلامية، في سبيل سعيها المحموم للتخذيل عن تجمع المهنيين الذي نظم وقاد الحراك الثوري، تصفه بأنه مجرد جسم هلامي مجهول فلا تتبعوه، رغم أن تجمع المهنيين ذو باع وتاريخ في مناهضة النظام منذ عام 2012، وعلى خطى النظام البائد التي دأب الانقلابيون على ترسمها خطوة بخطوة ووقع الحافر على الحافر، عمدوا على وصف لجنة الاطباء المركزية بأنها مجرد جسم هلامي مجهول فلا تصدقوها، ففي خطابهم الغاضب على احاطة فولكر الذي بعثوا به لمجلس الامن، تعمدوا تضليل المجلس بوصفهم للجنة الأطباء المركزية بأنها جسم هلامي مجهول، رغم ان لجنة الاطباء المركزية ظهرت للوجود منذ العام 2016، حيث برزت هذه اللجنة كجسم مهني مطلبي في 18 يناير 2016 وتضم في عضويتها كافة أطباء السودان الا من ابى من فلول النظام البائد، وعملت اللجنة وما تزال على توحيد نضال الاطباء المشترك لتحسين الوضع الصحي في السودان، وظلت وما تزال تقود العمل الجبهوي والمهني الموحد للأطباء منذ نشأتها، فقادت إضراب أطباء السودان الذي نظمته خلال شهري أكتوبر ونوفمبر من العام 2016، فتم وقتها اعتقال رئيسها وأمينها العام ورئيس المجلس المركزي وثلاثة من أعضاء المكتب التنفيذي وأودعوا سجن كوبر، كما تم اعتقال رئيسها السابق وأحد قياداتها بنيابة أمن الدولة في العام 2017، بتهمة تقويض النظام الدستوري، وأيضا قادت اللجنة إضرابات عديدة في السودان في العاصمة والأقاليم من أجل تهيئة بيئة العمل وتحسين شروط التدريب، منها على سبيل المثال (إضرابات ولاية الجزيرة، القضارف، البحر الأحمر، شمال كردفان، النيل الأبيض، النيل الأزرق)، وكانت لجنة أطباء السودان المركزية أول من كتب ميثاق تنسيقي مع الأجسام المهنية الأخرى لتشكيل تحالف نقابي في العام 2016، وهو ما شكل النواة الأولى لتشكيل تجمع المهنيين السودانيين في العام 2018، وبعد هذا التاريخ النضالي المشهود للجنة الاطباء المركزية، يتنطع الانقلابيون عن علم بها أو جهل فيصفونها بأنها جسم هلامي، ولكن هيهات فكما باخت وبارت فرية النظام البائد التضليلية عن تجمع المهنيين، ستبور بل بارت وباخت بالفعل فرية الانقلابيين التضليلية عن لجنة الأطباء المركزية، وكما انزعج وارتعب قادة النظام البائد من نشاط تجمع المهنيين المنظم للحراك الثوري، ها هم الانقلابيون ينزعجون اليوم ويرتعبون من نشاط لجنة الاطباء الراصد والموثق للانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان التي يرتكبونها والدماء التي يلغون فيها.. وعلى ذكر لجنة الاطباء المركزية وتجمع المهنيين، التي تعيد للأذهان تلك الوحدة السياسية والمهنية المتماسكة والمحكمة، والتي لولاها لما أمكن اسقاط النظام بتلك السرعة رغم ترسانته الامنية الرهيبة، حيث ركزت وقتها القوى السياسية والمهنية المعارضة جهودها في الدفع باتجاه تكوين تحالفات فاعلة تتصدى لسياسات النظام وانفراده بالسلطة والقرار السياسي، وكان ثمرة ذلك تشكل ما عرف حينها باتحاد المهنيين السودانيين في العام 2012 والذي تغير اسمه إلى تجمع المهنيين السودانيين فيما بعد خلال العام 2013 عبر تنسيق مشترك بين كل من لجنة المعلمين وشبكة الصحافيين ونقابة أطباء السودان الشرعية ورابطة المحامين الديمقراطيين، وقيام أكبر تحالف سياسي في تاريخ السودان تحت مسمى قوى اعلان الحرية والتغيير، وهذا هو المفقود اليوم، بل للأسف تفشت بديلا عنه الخلافات والتشظيات وتبادل الاتهامات، ومع هذا الحال وما لم تتماسك القوى السياسية والمهنية ولجان المقاومة وتنتظم في جبهة عريضة بقيادة موحدة، فقل أبشر بطول سلامة يا انقلاب..
صحيفة الجريدة