صفاء الفحل صحفية مغمورة يبدو أنها من تلاميذ اليسار، صغيرة السن، قادتها الأقدار إلى موقف لا تحسد عليه، حيث أنّها تقمّصت شخصية بطل ما يموت على طريقة الأفلام الهندية، وذهبت تبحث عن الشُّهرة المَصنوعة في مكانٍ لا يُمكن ينال فيه هاوي الشهرة.
التوم هجو رجل شيخ وابن سجادة دينية معروفة، وسياسي عريق ومعتق، ويعمل في مجال السياسة منذ سنين، حيث صار نائباً برلمانياً ووزيراً في أزمان مختلفة، مَرّ بمثل هذه المواقف مراراً وتكراراً، فصادف في حياته الحلو والمر، وكذلك السمح والشين.
التوم هجو مُناضلٌ معروفٌ، لا تؤثر عليه جزمة صفاء الفحل، وهو رجلٌ خاض مثل هذه التجارب والمعارك، وخاصم حتى صار أحد المُعتقين في ذلك.
والتوم شخصٌ يمتاز بحكمة كبيرة، فهو ليس ذلك الأحمق الذي تثيره صبية حرّكتها دوائر خارج التاريخ لتسجل تاريخاً فجّاً فخيخاً، وتقول إنّها ثورية ترسل رسالة من الشعب السوداني عبر جزمة لم تستطع هذه الصبية أن تخرجها من قدمها، لأن الفُرصة التي أعطيت لها للسؤال كصحفية أخطأت لتكون فرصة لجزمة ضيِّقة حتى على قدمها، ناهيك عن وجه التوم هجو، بل كان التوم هجو يضحك! وقديماً جاء رجل الى الأحنف بن قيس سيد قومه في مجلسه وكان الأحنف مشهوراً بالحلم والأناة فصفعه، فقال له الأحنف ما حملك على فعل هذا؟
فقال الرجل تراهنت مع أصحابي على أنني استطيع أن أصفع سيد بني تميم وأغضبه، فقال الأحنف أخطأت يا ابن أخي، فما أنا سيد بني تميم وإنما سيدهم هو حارثة بن قدامة، فذهب الرجل فصفع حارثة وسط قومه، وقد كان حارثة هذا أحمقَ وغضوباً، فأمسك بالرجل وقطع يده.
إذن هذه الصبية ذهبت إلى شيخ حليم فضحك منها، ولكن هل تستطيع هذه الصبية أن تذهب لمن أرسلوها لترفع الجزمة على وجوههم ولو كانت مُستعملة الآيس؟!
إنّه الخواء الفكري والأخلاقي الذي جاء لهذه البلاد محمولاً على رماح الثوار الجُدُد.
المُهم ما ضر التوم هجو جزمة صفاء طالما أنّ التوم ينافح الكبار وهم يرسلوا له الصغار، ولكن الخطر على السودان الذي ذهبت فيه القيم والأخلاق.
وقديماً قيل إنما الأمم الأخلاق ما بقيت…فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
شكراً للشيخ التوم هجو، أكيد أنه أغضب رموز هذه التيارات فأرسلوا ما عندهم وكل ماعون بما فيه ينضح..!
صحيفة الصيحة