بعد نجاح ثورة فولكر بالسودان. ومن منطلق الوطنية حفظ التاريخ لغندور تصريحه: (لا مانع لدينا أن نكون معارضة رافعة لحكومة قحت). ولطالما كان وقتها أمر البلاد حقيقة عند فولكر لا قحت كانت المكافأة الحبس لعامين ظلما وعدوانا له.
وها هو اليوم يخرج من محبس التشفي القحتي بذات المعدن الأصيل. ليضع الكرة في ملعب الوطن مرة أخرى بقوله: (بلادنا تحتاج لكل فرد من أفرادها فحافظوا عليها وأنسوا الخلافات). وأضاف: (نحن نريد أن تكون حاضنة الحكومة الإنتقالية كل الشعب السوداني وليس أحزاب بعينها). وكذلك أشاد بالقضاء بقوله: (حاول البعض تسيس العدالة حتى ظن أهل السودان أنها لن تتحقق مرة أخرى. وسيفشل من يحاول تغيير مسار البلاد. والقضاء السوداني العادل لن يُظلم عنده أحد). وقد أراد أن يبعث رسائل للجميع مباشرة بلغته الدبلوماسية العالية:
الأولي: لابد من المصالحة الشاملة. والتسامي فوق الجراحات.
الثانية: إن حزب المؤتمر الوطني عائد قريبا لا محالة عبر نزاهة القضاء.
الثالثة: تكوين حكومة تكنوقراط بحاضنة كل الشعب.
الرابعة: انفتاح الإسلاميين على الجميع.
الخامسة: على الجميع الإستعداد للإنتخابات.
وبذلك يمكننا أن نقول: (إن الرجل قد وضع نقطة سطر جديد في عمر الفترة الإنتقالية وما بعدها). وهذا ما أشار إليه مستشار البرهان بقوله: (واقع سياسي جديد يتشكّل خلال الفترة القادمة). وخلاصة الأمر ليت قحت تعي الدرس بعد فشل زلزالها المزعوم يوم (٤/٦) الماضي. ودخول الإسلاميين كلاعب أساسي في المشهد بعد براءة غندور وإخوته.
وأمامها خياران: إما القبول بالواقع الجديد والتعايش معه بكل تبعاته. وفق البرامج لا التهريج. أو الانتحار السياسي بالملعونيات السمجة.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الجمعة ٢٠٢٢/٤/٨