هل الوديعة السعودية ستكون طوق نجاة للاقتصاد السوداني من الانهيار؟

دق التدهور الذي أصاب العملة الوطنية امام العملات الصعبة ووصول الدولار الواحد لاكثر من 800 جنيه خلال الاسابيع الماضية ناقوس الخطر الذي جعل الحكومة تستشعر خطر الانهيار الاقتصادي سيما وزارة المالية التي تعتبر احدى الوزارات المستقرة التي لم يغادر وزيرها بفعل الانقلاب كون أن حركة العدل والمساواة التي يترأسها احدى الفصائل الداعمة للانقلاب العسكري، ما يجعل تدهور سعر الصرف فشلا يضاف الى فشله في ملفات عديدة لذا فقد عمدت الحكومة على البحث عن اطواق نجاة تمكنها من عبور المحيط الاقتصادي المتلاطم الامواج فكان ان شد أمس وزير المالية والتخطيط الاقتصادي جبريل ابراهيم الرحال نحو المملكة العربية السعودية في اطار البحث عن حلول.

جدوى الزيارة

أمس كشفت وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، عن ترتيبات جرت لحصول البلاد على وديعة سعودية مليارية وقال إعلام الوزارة، أمس إن الوزير جبريل ابراهيم، توجه الى السعودية على رأس وفدٍ مشترك يضم بنك السودان المركزي، للمشاركة في الاجتماعات السنوية لصناديق التمويل العربية وصندوق النقد العربي بالمملكة العربية السعودية. وأفاد إعلام الوزارة إن الزيارة تتضمن الترتيبات للحصول على وديعة مليارية دولارية سيتم إيداعها ببنك السودان المركزي لدعم استقرار سعر الصرف بالسودان. ومن المتوقع أن يلتقي وزير المالية جبريل وزير المالية بنظيره وزير المالية السعودي بجدة لبحث التعاون المشترك و ترتيبات الوديعة المليارية الدولارية لبنك السودان.

ضغط سياسي

ويرى عضو اللجنة الاقتصادية بالحزب الشيوعي،كمال كرار حل الأزمة الاقتصادية في الداخل وليس بالحصول على الودائع والمنح والقروض التي تأتي من الخارج،لجهة أن أزمة الاقتصاد السوداني أزمة انتاج وليست أزمة نقدية وهي موروثة منذ عهد النظام البائد وامتدت إلى بعد انتصار الثورة، وقال كرار إن الوديعة إذا كانت حقيقية سيكون لها ثمناً فادحاً سيدفعه الشعب السوداني من دم قلبه لانها ليست هدية –بحسب قوله.مدللاً على ذلك بالتمويل الذي تحصلت عليه حكومة رئيس مجلس الوزراء السابق عبد الله حمدوك من صندوق النقد الدولي كان مقابل رفع الدعم عن السلع، بالتالي قال كرار ليس ببعيد أن تكون هذه الوديعة ضغطاً سياسياً على النظام القائم.

نظام التأثير النفسي

وقال كرار لـ “الحراك” إن وزير المالية جبريل إبراهيم شغال مع المواطن بنظام التأثير النفسي والدعاية السياسية التي وصفها بـ “الرخيصة” بغرض التأثير على سوق العملة وليست بمفهوم علم الاقتصاد ..واضاف: عندما يرتفع سعر الصرف سرعان ما تلجأ الوزارة إلى اطلاق شائعة عن وصول منح وقروض مليارية لبنك السودان المركزي وفي الحقيقة هي كذب وتلفيق ليس إلا والقصد منه التأثير على سعر الصرف، وأضاف بأن وصول الوديعة لا يتطلب و لا يستدعي سفر الوزير وأنما هي اجراءات ممكن تتم بين البنك المركزي السوداني ونظيره السعودي ، وتساءل هل سفر الوزير سيأتي حاملاً لها معه في شنطة؟!!

امتصاص غضب الشارع

وفي ذات السياق حمل كرار وزير المالية مسؤولية تفاقم الازمة الاقتصادية الاخيرة و تعقيد الاوضاع الاقتصادية بسبب تنفيذ سياسة تحرير سعر الصرف، وأعتبر كرار أن الاعلان عن الوديعة في الوقت الحالي ذات أجندة سياسية بغرض امتصاص غضب الناس ضد الحكومة والتأثير على مواكب (6) أبريل المحدد لها اليوم، ولكنه قال: (هذا مايجدونه عند القافل.).

هبوط معدل التضخم

من جانبه توقع وزير المالية السابق عزالدين إبراهيم أن تسهم الوديعة في تحسين عجلة الاقتصاد ورفع قيمة العملة الوطنية و توفير احتياطات كافية من النقد الاجنبي بالبنك المركزي بالتالي توفير الموارد الكافية من النقد لاستيراد السلع التموينية مما يعني هبوط معدلات التضخم، وهذا بالطبع لديه تأثير إيجابي على الحياة المعيشية،بالتالي تمكن الحكومة من بناء مخزون استراتيجي من القمح والمحروقات على المدى القريب، وعلى المدى البعيد قال عز الدين إن الوديعة ستكون لها آثار كارثية على الوضع الاقتصادي حال فشلت الحكومة في توظيفها بالشكل المطلوب والعمل على بناء مشاريع انتاجية لتشغيل الشباب وهذا يتطلب وضع سياسات رشيدة ومحكمة بشأن توظيف تلك الوديعة وللاسف الشديد هذا غير موجود _بحسب قوله.

انخفاض الأسعار

وفي سياق آخر يرى عضو اللجنة الاقتصادية لقوى إعلان الحرية والتغيير _مجموعة التوافق الوطني علي خليفة عسكوري، أن الوديعة السعودية هي تأكيد على عمق العلاقات بين السودان والسعودية، وتكذب ادعاءات بما وصفها بـ (4) طويلة بان السعودية لا تقف إلى جانب الشعب السوداني، أضافة إلى ذلك أن الوديعة تثبت دعم دول المحور مثل السعودية والامارات للسودان بهدف العمل على استقرار الفترة الانتقالية.ومن ناحية اقتصادية قال عسكوري لـ”الحراك” إن الوديعة السعودية ستنعكس ايجاباً على الوضع الاقتصادي وتؤدي إلى تحسين موقف الحكومة من العملات الصعبة مما يؤدي إلى نتيجة مباشرة لانخفاض سعر الدولار وانخفاض أسعار السلع والمحروقات، وتحسين المستوى المعيشي لحياة المواطنين، أضافة إلى ذلك أن الوديعة تعطي بنك السودان المركزي فرصة معقولة لبناء أرصدة معقولة من النقد الاجنبي، وتوقع عسكوري أن تؤدي الوديعة إلى مزيد من هبوط سعر الدولار بالموازي.

صحيفة الحراك السياسي

Exit mobile version