حكم العسكر
قال:
لم لم أسمعك تدين
الانقلاب.
قلت:
أي أنقلاب؟
قال:
إنقلاب العسكر ضد حمدوك.
قلت:
ومن عين حمدوك إبتداء.. هل جاء بإلإنتخابات؟
هل جاء بإستفتاء شعبي؟
قال:
جاءت به الثورة؟
قلت:
هل أصدرت ما تسميه ثورة مرسوم تعيينه؟هل أدى القسم أمام الثورة؟
قال :
أصدر المجلس العسكري المرسوم ولكن تلك كانت إرادة الثورة.
قلت:
وكيف عبرت الثورة عن ارادتها في انتخابات أم إستفتاء أم ماذا ؟
قال:
المجلس العسكري آنذاك أدرك أن تلك إرادة الثورة؟
قلت:
كم ممن خرجوا للشارع في ذلك الوقت كانوا يعرفون شخصا أسمه حمدوك ؟.
قال:
أقول الحق ليس كثيرين ولكنه وجد قبولا واسعا بعد ذلك. .
قلت:
ثم وجد رفضا واسعا من بعد ذلك ولم يكن هناك برلمان ليقيله
كما تنص الوثيقة المعطلة. فكيف يكون الحل أذا ؟. .. هل نقبل بالفشل الدائم وبحال وصفها حمدوك نفسه بالفوضوية وذلك إحتراما لوثيقة لم يحترمها من كتبها وهم جميعا يتنصلون منها الآن؟
قال:
ولكن الحل ليس في الإنقلاب.
قلت:
عدت تحدثني عن إنقلاب كيف ينقلب وعلى من ينقلب من بيده سلطة التعيين الأصلية ؟ ألا يكون للذي بيده سلطة التعيين سلطة الإقالة؟
قال:
كأنك تريد حكم العسكر؟
قلت:
على خلاف ما تظن أنا لا أريد العسكر حكاما وهم الآن بواقع الحال الحكام بسبب تعويق اليسار القحتي للوفاق الوطني الشامل ولكنهم يتحملون المسؤولية فالعسكر هم من أوصلونا إلى هنا… وهم يتحملون مسؤولية المرحلة التي بدأوها بإنقلابهم.
قال:
أي إنقلاب؟
قلت:
انقلاب 11ابريل 2019 ضد الحكومة المنتخبة.
قال:
تسمي ذلك أنقلابا ؟
وكيف لا تسمي الانقلاب على حكومة منتخبة.. شهد بانتخابها ما يسمونه بالمجتمع الدولي وهي كانت منتخبة دستوريا بدستور متفق عليه من كل القوى السياسية.. لا تسمي ذلك إنقلابا ثم تريد أن تسمي إقالة حكومة أتى بها الانقلاب إنقلابا… عجيب أمرك يا هذا .
قال:
والحل؟
قلت:
يكون العسكر حكما
Arbiter not a ruler
للمرحلة الإنتقالية التي فرضوها وحكما للمباراة الوطنية وليس حكاما للفترة الإنتقالية
قال:
كيف ذلك؟
قلت:
يكون دورهم دور حكم المباراة وليس دور المتنافس فيها فيحكم مدنيون خلص تحت نظر مجلس سيادي عسكرى خالص غير حاكم مثلما حدث في مجلس سوار الذهب وتؤول كل السلطة الفعلية لحكومة إجماع وطني غير حزبية و مدنية بالكامل مثلما حدث في حكومة الجزولي.
قال:
كيف يكون ذلك؟
قلت:
ينظم المجلس السيادي الراهن مشاورة شعبية واسعة لإختيار وثيقة جديدة للمرحلة الإنتقالية و حكومة غير حزبية لتسيير الأعمال ويؤسس محكمة دستورية ويستكمل مؤسسات الدولة العدلية وغيرها.
قال:
تقصد ينصب حكومة كفاءات؟
قلت:
كل حكومة ينبغي أن تكون حكومة كفاءات.. كيف لحكومة أن تكون حكومة (كفوات)… غير الأكفاء هم من أوصلنا لهذه الحال و حكومة الكفوات لا تكون حكومة حينئذ فالحكومة مشتقة من إحكام الأمور.
ولكن المهم في هذه المرحلة أن تكون الحكومة غير حزبية بل حكومة تسيير أعمال وإعداد دؤوب لتسليم السلطة لللشعب عبر صندوق الإنتخابات في أعجل ميقات ممكن.
قال:
تقصد انتخابات رئاسية ؟
قلت :
بل انتخابات عامة مهمتها انتخاب برلمان ليكون مجلسا تأسيسيا للدستور ويختار حكومته التي تعبر عن خيار الشعب الصريح عبر ممثليه المنتخبين.
قال:
وكيف تتصور أن يحدث ذلك؟
قلت:
بجمع مجلس السيادة الراهن جميع القوى السياسية و الأهلية والمدنية وذلك دون أقصاء في مائدة مستديرة ثم يمضي رأي الأغلبية… فليس هنالك معنى للديموقراطية غير هذا المعني.
قال:
ومتى يكون ذلك؟
قلت:
عندما يتحمل من أوصلونا لهذا الطريق المسدود مسؤوليتهم في إعادتنا إلى حيث نقطة البداية… لننطلق من منصة الإنطلاق من جديد. وما ذلك على الله ببعيد.
#عجائب_الزمن_القحتي
أمين حسن عمر