(1) الحكمة او حتى محاولة تعلمها، لهي أصعب من الحماقة، ومعكوسها الحماقة أسهل من الحكمة، ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً، وحب الناس أصعب من الحقد والحسد للناس، ومعكوسها الحقد اسهل من الحب، (وحب الناس يحبوك، وفي الافراح يهنوك) وتحمل المسؤولية (فردية أو جماعية) اصعب من الهروب منها، ومعكوسها الهروب من تحمل المسؤولية (والقاءها على الآخرين) ساهل جداً. (2) وقائد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، وهم أطلقوا عليه اجراءات تصحيحية، والتي توقف نموها قبل ان تصل الى مرحلة النضج، وان شئت الدقة فقل ولدت ميتة ولن ينفعها (انبوب الاوكسجين ودرب الجلوكوز، ياكوز) بل هي مثل الخمر والميسر، فيها منافع لبعض الناس (جماعة الموز) وضررها أكبر من نفعها، فقد أصبح قائد الانقلاب مثل المخلوع البشير، كل (يوم يومين)، نراه في مخاطبات ولقاءات، مع القيادات العسكرية والأمنية والجنود، يحدثهم عن تردي الأوضاع الاقتصادية، وعن الغلاء والجشع، وعن السيولة الأمنية وعن الصراعات القبلية، وعن وعن، وهنا هو مثل غالبية الكيزان والمتكوزنين، الذين يبحثون في ثورة ديسمبر المباركة، عن السلبيات ليضخموها، ويتصيدون الأخطاء لا ليصوبوها، ويتحينون الفرص، لاعادة تركيب نظام البائد، الذي تم فك رأسه فقط، بينما بقية الأجزاء الأخرى، مازالت تعمل بكل نشاط. (3) والذي يضيع الفرصة التي كانت ملك يمينه، والذي قال فيه الشاعر، (مضياع لفرصته، حتى اذا فات أمر عاتب القدرا) فهذا يلقي باللوم والعتاب على القدر، ولا يبحث عن أطراف أو جهات يلقي عليها فشله واخفاقاته، ولا يبحث عن (شماعة) يتخذها زريعة للفشل، كما يفعل صاحب انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، واصحابه والمؤيدين له، فقائد الانقلاب، جعل من حكومة حمدوك ، شماعة القى عليها كل الفشل، واستثنى اللجنة الأمنية من هذا الفشل، فلما رأى عدم توافق الأحزاب والكتل السياسية، قال هذا أكبر، واتهمهم بأنهم وراء هذه الضوائق المعيشية والأزمات الاقتصادية، ومن يجد الهواء يضري عيشو، واحمدك يارب وأخيراً جداً، عرفت أن الغلاء والجشع وتدهور الاقتصاد ، هو بفعل ممانعة ورفض السياسيين للجلوس والتحاور!!، ثم ينصح قائد الانقلاب السياسيين بأن ينظروا لحال الشعب، ويكفوا عن المزايدة والمكابرة..!! (4) مبررات ونصائح، كان أولى أن يعمل بها قائد الانقلاب، ويطبقها على نفسه وعلى من حوله، بدلاً من البحث عن شماعات جديدة. وكوهين اليهودي، مات ولده، واراد أن ينعيه، فكتب( كوهين ينعي ولده)، فقالوا له هذا الإعلان قصير يجب أن تزيده ببعض الجمل، فكتب (كوهين ينعي ولده ويصلح موبايلات) والسيد قائد الانقلاب، يعلم أن انقلابه مات، فيريد أن ينعيه، ثم يدعو للحوار، ولكن فات الأوان.
صحيفة الجريدة