لك العُتبى (مجيدي)
الصديق العزيز عبد الماجد عبد الحميد، أو كما يحلو لخاصّته الأقربون (مجيدي)، أوجعني ما كتبت بحبر المودّة وأنفاس العتاب.
ولك الحق في بعض ما ذهبت إليه، ولك مني العتبى حتى ترضى (اللوم بجي بالغفلات).
كان واجبًا عليّ إخبارك بما اعتزمته من قرار بمُغادرة الوطن – مُؤقّتاً – لظروف يتداخل فيها العام بالخاص، أعلم أنك تعرفها وتقدرها.
ولكنها مشاغل وترتيبات السفر وشؤون الأسرة وانتظار الطبخ على النار😃
بعض الأصدقاء كانوا على علم بالأمر، بحكم مكان العمل والتواصل اليومي، فكانوا في الوداع.
تعرف مدى مَعزّتي وتقديري لك، وأنت الأخ والصديق الذي عرفته منذ البدايات وبيض السنين، في دروب حياة الطلب والعمل، في مهنة الكدح والتعب والسهر وحبر المطابع ومانشيتات الحُزن والفرح والأمل والإحباط، ومشوار الحياة اليوماتي من الجبل إلى السهل ومن السهل إلى الصعب.
و(متابعات) الحائطية تنبئ بمولد صحفي سيكون له شأنٌ عظيمٌ في بلاط صاحبة الجلالة الذي ساد ثم باد، بعد أن تصدّعت أرضيته وتشقّق سقف هيبته!
قلم شجاع يتحدّث عن قناعاته بكل وضوح وجسارة، يقف تحت ظل كلمته، حينما يختبئ الكثيرون في الصمت.
ظللت أحرص دومًا أن تكون علاقاتي وصلاتي عابرة لأسوار الانتماءات السياسية والحواجز الفكرية، لذا تُصيب الدهشة البعض، حينما يجدون في القائمة المُفضّلة لصداقاتي من هم على مشارب شتى ومواقف مُتعارضة ومُتصادمة.
لك مودتي التي تعلم، وسنظل على ما عهدتنا عليه، طالما في القلم بقايا مداد وفي القلب يقينٌ بأن أجمل أيام شعبنا التي يستحقها لم تَأتِ بعد.
وإن ما يحدث من تدمير وخراب للمباني والمعاني، وغُبن وهياج إلى زوال وسيأتي يومٌ لنغني لأطفال بلادي:
الدنيا تحلا… صعابا ساهلة..
ضياء الدين بلال