حسنا قال السيد رئيس مجلس السيادة قائد الجيش فريق اول البرهان حول حالة تمدد رئيس البعثة الأممية السيد بيريتس فولكر والتى توشك أن تتحول الى ظاهرة !
لم يكتف السيد فولكر بالدور المطلوب منه في دعم العملية السياسية من خلال جمع الفرقاء السودانيين على طاولة الحوار والالتزام الفنى بدفع الحوار كواجب على الأمم المتحدة بحسبان العضوية الأصيلة للسودان فيها ولكن الرجل أصبح يتمدد مع الأيام بالدخول في تفاصيل الحوار الذي لم يقم بعد بل وفي تحديد الأطراف المشاركة فيه !
ان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبر من خلال رفع (الكارت الأصفر )فى وجه فولكر عن الغالبية العظمى من القوى السياسية والمدنية والأهلية الوطنية والتى كان لها منذ البداية موقف واضح حول استقدام بعثة أممية للسودان بحجة مساعدته على التحول الديمقراطي ومن ثم تحول هذا الموقف مع تمدد السيد فولكر الى المطالبة برحيله عن البلاد وان لم يرعو الرجل فإن الكارت الأحمر سوف يكون مصيره المحتوم سواء ان اشهره في وجه رئيس المجلس السيادى أو حمله الجمهور على مغادرة الميدان بعد اقتحام المعلب !
لقد فقدت بلادنا الكثير من سيادتها وقيادتها لأمرها بعد التغيير الكبير بإسقاط النظام السابق والذي جعل الكثير من السفارات والمنظمات في الخرطوم تتحرك وتتحدث وكأنها الجهة الحاكمة بل بلغ بنا الهوان ان يلتقى بعض السفراء العرب والأجانب ممثلين لمنظمات دولية داخل الخرطوم لبحث الأزمة الوطنية وكأنهم السلطة التى تمثل البلاد وليس جهات دبلوماسية تمثل بلادها ومصالحها في هذه البلاد !
ليس فولكر وحده ولكن أكثر من سفير فى الخرطوم يحتاج الى (الكارت الأصفر ) وفي مقدمة هؤلاء للاسف سفراء دول عربية شقيقة لا يراعون حالات الضعف التى تمر بها هذى البلاد وهوان بعض حكامها وضعف بعض قواها السياسية حتى أصبح أحدهم يتحرك في الخرطوم أكثر مما يتحرك في ممرات وزارة الخارجية ببلاده !
لقد أحسن السيد رئيس مجلس السيادة القول بتهديد السيد فولكر بالطرد واحسن الأخير بنفي ما راج عن تحديه لقائد الجيش السودانى وان لزم البرهان خط مواجهة الهوان سيجد كل السودان خلفه والا فإن (الكارت الأصفر )و(الأحمر )لن يستثنى أحد !
بكري المدني