حليلك يا قحت !

من سوء حظ قحت، العائدة بعد غياب للشكوى من المعاناة المعيشية، والمصممة لخطابها على الحصول – كبعض الأنظمة السابقة في تاريخ السودان – على ( حليل قحت ) تعطيها أفضلية على من أتوا بعدها، من سوء حظها، أنها ستكون مثل نظام ما قبل الإنقاذ في عدم الحصول على هذا الإمتياز المعنوي، ذلك لأن غالب الذين يشتكون من سوء الحال يكملون الشكوى بـ ( حليلك يا البشير )، لأن المقارنة العفوية ستكون بين زمان الإنقاذ وما بعده قحتياً كان أو غيره، بسبب الفروقات الكبيرة، ليس في الماديات فقط، وإنما أيضاً في الدين والمبادئ والقيم والأخلاق والأمن والسيادة … إلخ .

ومهما كانت خبرات قحت المتراكمة في السواقة فلن تجد سواقةً ناجحةً تجعلها تحظى بـ ( حليلك يا قحت ) خاصة بالمعيشة، تلقائية، وعفوية، وصادقة، وتأتي من أفواه الغبش، ومستحقة ومسنودة بما يجعلها أحق بها من الإنقاذ !! ببساطة لأن زمانها كان زمان قحط، ولأن السياسات الاقتصادية الحالية هي استمرار لسياساتها، ولأنها حديثة عهد بالدفاع عن الجوع .

ومع ذلك يبقى هناك مجال واسع لـ ( حليلك يا قحت ) عفوية وتلقائية وصادقة ومستحقة ومن أنصار حقيقيين وجدوا في قحت ما لن يجدوا مثله في غيرها :

▪️ يمكن أن يقولها السفراء الأجانب الذي كانوا يتعاملون مع ولاة أمر مطيعين أمثال حمدوك، وجعفر سفارات، وعرمان، والمنصورة، وسلك، والسليك .
▪️ يمكن أن يقولها فولكر الذي كان يتعامل مع ولاة أمر أرادوا له صلاحيات أوسع من تلك التي نالها، وكانوا متحمسين لمساعدته على التوسع في الصلاحيات بوضع اليد .
▪️يمكن أن يقولها الذين يتخوفون – مع أسماء محمود محمد طه – من ( الشريعة )، و( التصويت)، وتأثير ( ناس المساجد ) و( الجماهير ) على مخرجات المؤتمر الدستوري . .
▪️يمكن أن يقولها الذين كانوا يتحرقون شوقاً إلى قانون الأحوال الشخصية للمسلمين الذي كانت تعده إحسان فقيري والسنبلة حنين ..
▪️ يمكن أن يقولها أنصار المريسة و( الشربة ) على خلفية إبعاد أبيهم الروحي السيد ( مرايس )، وإبعاد ( زميلهم ) المسؤول الشهير الذي قال عنه الداعية محمد هاشم الحكيم ( جلسنا مع مسئول شهير في قضية عامة قبل اشهر – اقسم بالله – انه كان سكرانا تفوح رائحة الخمر منه وحدثته بعد اللقاء عن ذلك فطلب مني مساندته في التخلي ) ..
▪️يمكن أن يقولها الملحدون والعلمانيون الذين أراحهم منع بث صلاة الجمعة، والتضييق على الزي المحتشم والبرامج الإسلامية في التلفزيون . وأنصار الحريات الجنسية و”الحقوق الإنجابية”و دعاة وضع الأسرة على رأس المؤسسات المطلوب تفكيكها، وأصحاب المواقف ضد الخلاوي ومشايخ التحفيظ والدعاة وجمعية القرآن الكريم .
▪️ يمكن أن يقولها من يرون في فكر محمود محمد طه الوسطية التي تصلح المناهج الدراسية .
▪️ يمكن أن يقولها القلقون من عدم الإتيان بوزير دين يبدأ عمله بالوزارة بالبحث عن اليهود وعبدة الأوثان .
▪️ إلخ إلخ

كل هؤلاء يثبتون أن قحت لن تعدم من يحنون إلى عهدها ( الزاهر)، ويقولون لها بصدق مع أنفسهم ( حليلك ) . وهولاء سيعملون ما في وسعهم، مع بعض المستغفلين، من أجل عودتها بالضغوط والعقوبات والتظاهر والتتريس وتخريب الشوارع … إلخ .

إبراهيم عثمان

Exit mobile version