نتراجع.. ويتقدّم الآخرون..

[JUSTIFY]
نتراجع.. ويتقدّم الآخرون..

دول المنظومة المتخلفة عديدة، ونحن قطعاً من بين تلك الدول، إذا ما إعتبرنا إن معيار التعليم والبحث العلمي هو أحد مؤشرات التقدم المادي والتقني والعسكري والاقتصادي.

مواردنا غير المستغلة تمكننا من تغيير حياتنا تماماً، وبدلاً من توفير الحدود الأدنى للعيش الكريم، يمكننا أن ننتقل ببساطة إلى ما بعد حدود الرفاهية.. لكن الحروب والإقتتال والتنازع على السلطة يؤخرنا ألى الدرجة التي يهجر فيها شبابنا أوطانهم مثلما يحدث الآن، حتى بناتنا أخذن طريقهن إلى الخارج للعمل، وأعرف نماذج عديدة في المهاجر المختلفة.

التناحر يؤخرنا إلى الدرجة التي ترتفع فيها نسبة الفاقد التربوي عاماً بعد عام، بدلاً عن تقريب الفجوة وإيصالها إلى حدود «مقعد دراسي لكل طفل بلغ السادسة» ولكننا وللأسف الشديد نرى أبناءنا يتشردون في مناطق النزاعات، ولا أمل في سلام قريب يلوح في أفقنا السياسي، بسبب التشدد في المواقف والتشبث بالمستحيل، وعدم المسؤولية مثل تلك التي ظهرت لنا جلياً لدى موقف وفد الحركة الشعبية المفاوض في أديس أبابا مؤخراً.

مصيبتنا في أنفسنا، وفي إنصراف المسؤولين عن إدارة الدولة، إلى إدارة الأزمات، وهي إدارة في غالب الأحيان «عشوائية» وغير مدروسة لأنها تجيء دائماً من واقع مفاجيء، يزعزع الأمن، ويهدد الموارد ويبدد الثروات والأرواح.. ويحرق الأراضي.

علينا أن نتجه نحو السلام بقوة، ولا يهم مستوى التنازلات التي لا تمس الثوابت، فالسلام هو خير داعم للاقتصاد، والأخير هو خير داعم للتعليم الذي يُعد أحد أبرز وأعظم الخدمات التي تقدمها الحكومات لمواطنيها، لأنه يعني الوعي بالمخاطر والسعي للإستقرار، علينا أن نتوجه بكلياتنا إلى ترقية خدمات التعليم في كل مراحله، حتى وإن هاجر خريجو مدارسنا وجامعاتنا، فالعنصر البشري الداخلي أو الخارجي يعتبر من أهم مقومات الاقتصاد الحديث، فتحويلات المغتربين يمكن أن تكون خير داعم للاقتصاد، إذا ما تم التعامل مع هذه القضية تعامل رجال دولة، لا رجال إدارة أزمات.

لا بد من رفع حجم الانفاق على التعليم بنسبة «معتبرة» من الناتج المحلي، وكذلك الانفاق على البحث والتطوير، وذلك لن يتم إلا بتجويد أداء الجامعات، وإعداد الأساتذة والمعلمين، وتشجيع بحوث الاختراعات والابتكارات.. وإلا فسوف يظل الحال على حاله..

ونظل نبكي على الأطلال.

[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]

Exit mobile version