في وقت يعاني فيه السودان من أزمة اقتصادية متفاقمة، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو، حصد آلاف المشاهدات وأثار جدلاً، يدّعي ناشروه أنه يظهر تلف محاصيل من الطماطم حديثاً في البلاد، ملقين اللوم على السلطات بفشل تسويقها.
إلا أن الحقيقة أن الفيديو قديم ومنشور منذ عام 2016، ويعود لإتلاف محاصيل بسبب عدم جهوزية مصنع غذائي لاستقبالها.
كما يظهر فيه عدد من الأشخاص وهم يفرغون حمولة شاحنة من الطماطم ويرمونها أرضاً.
وبعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إلى أنه منشور منذ العام 2016، في صفحات سودانية عدة على وسائل التواصل، ما ينفي أن يكون حديث العهد مثلما زعمت المنشورات، وفق وكالة فرانس برس.
توقيع عقود
يشار إلى أنه عند انتشاره آنذاك، أفادت مواقع محلية أن المزارعين كانوا قد وقعوا عقوداً مع شركة تصنيع غذائي لتشتري إنتاجهم، لكن المصنع لم يكن جاهزاً عند موعد الحصاد.
لذلك عمد المزارعون إلى إتلاف إنتاجهم بعد أن تبين أن كلفة نقله إلى السوق تفوق سعر المبيع، حسب هذه المواقع.
أزمة سياسية
يأتي هذا فيما يشهد السودان أزمة سياسية. وكانت دائرة الخلافات اتسعت بين المكون العسكري والمدني في البلاد، إثر فرض القوات المسلحة في 25 أكتوبر الماضي إجراءات استثنائية حلت بموجبها الحكومة السابقة برئاسة عبدالله حمدوك ومجلس السيادة، كما علقت بعض بنود الوثيقة الدستورية.
وقد أدت تلك الإجراءات حينها إلى خروج سلسلة من التظاهرات لا تزال تخرج حتى الآن بين الفينة والأخرى.
إذ تطالب المكونات المدنية بحكم مدني صرف بعيداً عن مشاركة العسكريين، فيما يؤكد الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان أنه لن يتخلى عن المشاركة في الحكم ومسؤولياته قبل الوصول إلى انتخابات عامة في البلاد العام المقبل.
لكنه أكد في الوقت عينه الحرص على الحوار مع كافة المكونات للوصول لرؤية موحدة تضمن الخروج الآمن من الأزمة الراهنة.
العربية نت