استشرت الخلافات وسط مجلس إدارة نادي المريخ على نحو غريب، ووصلت مرحلة متأخرة، ومؤخراً ، سعى هيثم كابو، للتنصل من المشاركة في تبديد آمال الفريق في التأهل لثمن نهائي دوري أبطال إفريقيا، وقدم كابو استقالة مثيرة للسخرية ، ولا محالة سيتراجع عنها إن لم يكن تراجع فعلياً عنها، وكشف كابو حيثيات استقالته أن قرار إقامة استقبال مباريات الفريق بالعاصمة المصرية القاهرة تسبب في استقالته، وسعى كابو لاستدرار عطف الجماهير، على الرغم من أنه استمتع بالأجواء هناك وقيادة البعثة في مباراة الهلال، كان يمكن أن تقبل جماهير المريخ الاستقالة وتصنفه في خانة البطل إن أعلنها بعد أن رأى القرار النور، ولكن أن يتواجد هناك ويقود البعثة ويأتي بعد ذلك ويقدم استقالته فلا يعدو ذلك سوى محاولة للتنصل عن المشاركة في المسؤولية واستدرار عطف الجماهير، وكسب ودهم المفقود، فكابو ذاته لا يملك ما يقدمه ورصيده في العمل الإداري بالأندية يتوافق تماماً مع ما قدمه مع كامل أعضاء المجلس في الفترة الماضية.
أساس أي نجاح لأي عمل روح التعاون والجماعية والتناغم والتركيبة المثالية، وكل ذلك لا علاقة له بمجلس المريخ الحالي، فعلاقة الأعضاء بعضهم ببعض يشوبها الكثير من التوتر، كل لا يطيق الآخر، الخلاف بين الرئيس ونائبه محمد سيد أحمد وصل مرحلة متأخرة، وكان مصدراً للتندر والسخرية، بدرجة أصابت الاتحاد الإفريقي بالدوار؛ بسبب الخطابات المتضاربة بشأن مباراة الفريق أمام الأهلي المصري، من امتدح أبوجريشة مؤخراً كان على خلاف عميق معه، وعندما كانت بعثة الفريق في القاهرة اختار الإقامة بعيداً عنها وعاد على طريقة “باركوها يا جماعة”، أحد الأعضاء اختار الابتعاد نهائياً، بعضهم قدم استقالته من القطاع الرياضي، وعاد من جديد، ولم يكترث أحد لابتعادهم أو عودتهم، فهم لن يحدثوا الإضافة، ولن يقدموا تجربة ناجحة، من ينظر لفترة عمل مجلس المريخ في الفترة الماضية يعتقد أن حرباً ضروساً بينهم، وليس عملاً جماعياً يتطلب أكبر قدر من التعاون والتناغم، وبتركيبة متجانسة أساسها الجدية والعمل على تقدم وتطور النادي وتقديم الإضافة، غير أن شيئاً من كل ذلك لم يحدث، ولن يحدث.
مجلس المريخ قدم صورة مشوهة لأسوأ أنواع العمل الإداري، وإذا كانت هذه هي البداية فكيف ستكون النهاية، ومعلوم للجميع أن بداية أي عمل تكون الأفضل سيما في السودان، وها هو مجلس المريخ قدم أفضل ما عنده وبذل أقصى حدود قدراته.
حافظ محمد أحمد
صحيفة اليوم التالي