(1) النضال الذي لا يحتاج كثير تعب و عناء ولا يكلف كثيرا هو النضال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأحيانا تحت أسماء مستعارة، وربما اختار أحدهم أسم عنترة بن شداد ليكون اسما له وهو في الواقع أجبن خلق الله، بل هو النعامة التي تنفر من صفير الصافر، دعك من النعامة الأخرى التي تدفن رأسها في الرمال. (2) وسئل بهلول (عن رجل مات وخلف زوجة وابنا وبنتا.. ولم يترك لهم شيئا، فقال بهلول للابن اليتم، وللبنت الثكل، وللزوجة خراب الديار، وما بقي للعصبة)، وهنا نسأل ناس عقار و حجر ومناوي ومبارك أردول وهجو وجبريل وباقي الوزراء أو باقي (الجوقة) نسألهم عن انقلاب مات ولم يترك لكم شيئا فلمن اليتم ولمن الثكل ولمن خراب الديار وماذا بقي للعصبة؟ (3) فكثيرون خانوا ثورة ديسمبر المباركة والتي بفضلها دخلوا القصر الجمهورى، ودخلوا تاريخ السودان الحديث، وأصبحت لهم (شنة ورنه) وياليتهم كانوا من الخونة النبلاء، فالخائن النبيل لا يريد ثمنا لخيانته، ولكن خونة الثورة يريدون ثمنا لخيانتهم، والثمن هو المنصب وكرسي السلطة، وياليتهم وبعد أن نالوا نصيبهم من (كيكة الخيانة) ليتهم وظفوا المنصب والسلطة لخدمة المواطنين وقضاياهم ومشاكلهم، فهم وظفوا المنصب والسلطة لخدمة أنفسهم و حركاتهم و(ناسهم) واللوم ليس عليهم، بل اللوم يقع على قائد الانقلاب، ومعلوم بأن المدح أو الذم يكون بعد التجربة، وقد جربهم الشعب خلال خمسة أشهر من انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي فماذا كانت حصيلة أدائهم؟، ويكفي أن تلقي نظرة واحدة عابرة فهي تريك الواقع (الفعليا واقع) الاقتصادي والتردي المعيشي الذي ينعم به المواطنين في ظل انقلاب ذي ثلاثة شعب لا ظليل ولا يغني عن اللهب. (4) ويبدو لي أن كلمة السر للدخول لقلب السلطة الانقلابية هو (أنا أؤيد ما قام به الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، واعتبره إجراءات تصحيحية) وبعد ذلك لا يهم تقييم أدائهم لمهامهم ووظائفهم، فما دام قائد الانقلاب (مبسوط منهم) وما بينهم وبينه عامر فلا يهم بعد ذلك شيئا، ولا يستطيع أحد الاقتراب منهم، فهم تحت حماية ورعاية البرهان، وما يهم فقد رأي البرهان فيهم، وما علم هؤلاء الانقلابيون المدنيين تحديدا أن السكوت على الخطأ وتسمية الأشياء بغير أسمائها الحقيقة والتعايش مع الفساد وغض الطرف عن الإصلاح الحقيقي هى بداية الانهيار الكامل الذي لاحت بشائره فى الأفق!!الثورة قائمة..
صحيفة الجريدة