عصام أحمد البشير يكتب: وانطفأت الومضة وأغطش الليل ،وآب عزام الحبر

الحزن. يقلق والتجمل يردع ** والدمع بينهما عصي طيع
يتنازعان دموع عين مسهد ** هذا يجئ بها وهذا يرجع
دهمتنا فاجعة الليالي برحيل عزام صاحب البسمة الوضيئة
والكنف الموطأ الذي يألف ويؤلف، والجناح الخفيض والخلق الرحيب والمعشر الحسن والأنس الوادع والثغر الباسم والرحم الموصول،والعقد الواسط الذي يشيع أنسا ورواحا،وسماحة وتراحما،بيد أن الأمل قد تبدد والحلم قد تجهم…
أمل تبدد فاستحال سرابا ** منن كذبن وكن قبل عذابا.
وذخيرة نفذت وكنت أعدها ** للنائبات فعشت بعد مصابا
ابني الذي أعددته وذخرته ** للنائبات مهندا وكتابا
دارت عليه رحي المنية فجأة ** ودعته نحو رحابها فأجابا
هكذا لسان الشيخ المكلوم الطاعن في الثمانين يغالب الحزن المعتصر بالتجلد المحتسب..ويدافع الفاجعة ألاليمة بالسكينة المطمئنة ويزواج بين الرحمة السابغةوالرضا النبيل.
يانيل : قالوا إن ماءك نعمة يهب الحياة سعادة وشبابا
يغشى اليباب فيستحيل مواته روضاً يرف أزاهراً وخلابا
مابال مائك عمَّ روض سعادتي فأحاله بعد الحياة يبابا
يانيل هل أدركت من غيَّبيته ومنعته الأنفاس والأسبابا….
كان مشهد التشييع مهيبا كما بلغنا فقد خرج أهل السروراب في حشود متكاثرة يودعون الفقيد المحبوب بزفرات المحزونين ودموع المحبين ودعوات الصالحين ..الأمر الذي خفف لوعة الحزن علي أم مكلومة واخوة كرام واخوات فضليات وأهل مروءات شق عليهم الفراق الاليم وعز عليهم الرحيل المفاجئ ،فكان السكون بعد زفرات والتسليم بالرضا. همسات الوالد المحزون تنطق بلسان الحال
لولا قليل من تقىً حصِّنته ** بحمىً من الإيمان عزَّ جنابا
قد هبَّ يلهمني التصبر والرضا ** بقضاء ربي خاشعاً أوَّابا
لهلكت حزنا عند فقد أحبتي ** أوعشت عمري لا أحير جوابا
رباه أرسل من لدنك سكينة ** لفؤاد أمٍ قد تجرع صابا
وانزل على روح الفقيد سحائباً ** من فيض برِّك تدمن التسكابا.
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولانقول الا مايرضي الرب وإنا لفراقك لمحزونون ياعزام. اللهم نور مرقده،وطيب مضحعه وعطر مشهده وآنس وحشته وارحم غربته ويمن كتابه ويسر حسابه وأنزل السكينة علي أسرته وأخلفه وأهله خيراوإنا لله وانا اليه راجعون.

د. عصام أحمد البشير

Exit mobile version