يحتفل العالم يوم الأحد 20 مارس باليوم العالمي للسعادة، والعالم يعيش إرهاصات الاستعداد لهذا اليوم، وتشاء الظروف أن أشارك يوم الجمعة المنصرم في ندوة عبر الإنترنت عن إطلاق تقرير السعادة العالمي لعام 2022.
فيصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لتقرير السعادة العالمية، الذي يستخدم بيانات المسح العالمي للإبلاغ عن كيفية تقييم الناس لحياتهم في أكثر من 150 دولة حول العالم، الاهتمام بالسعادة عالمي بالطبع وصل تقرير السعادة العالمية إلى أكثر من 9 ملايين شخص في عام 2021م منذ نشره لأول مرة، اعتمد تقرير السعادة العالمي على فكرتين رئيسيتين: يمكن قياس السعادة أو تقييم الحياة من خلال استطلاعات الرأي، وأنه يمكننا تحديد المحددات الرئيسية للرفاه وبالتالي شرح أنماط تقييم الحياة عبر البلدان، هذه المعلوماتب دورها يمكن أن تساعد البلدان على صياغة سياسات تهدف إلى تحقيق مجتمعات أكثر سعادة.
سبق أن شاركت في الملتقى الدولي الأول، عبر منصة تطبيق زوووم، من المدينة المنورة، والذي ضم نخبة من خبراء واختصاصيين في مجالات السعادة والإيجابية حول العالم.
فتم التحدث حول مؤشرات السعادة للدول المختلفة، وكيفية الوصول إلى درجات متقدمة في المؤشر، من خلال طرح البرامج والمؤشرات، والعمل على إنجازها وتحقيق الجودة فيها وانتشارها واستدامتها.
بذلت الجهد لأجد موقع السودان في مؤشر السعادة، شرق أوسطياً أو أفريقياً وحتى عالمياً، ومن ثم المساهمة في وضع أسس مستقبلية في إنعاش هذا المؤشر، وعام 2022 نكون تقدمنا كثيراً في قراءات هذه المؤشرات، ولكن فشلت في ترصد وضع السودان الحالي، حسب المقاييس العالمية.
لكن على كل حال، فالحال يحكي عن وضع السعادة في السودان، من خلال صيحات الشكوى والتذمر والكتابة عبر كل الوسائط المتاحة، عن أن ثمة غلاء فاحش وانفلات أمنى، ومستقبل مظلم ينتظر شعب أبي، تفتخر به الأمم قاطبة.
أذكر أن البروف راشد دياب، أشار مرة إلى أن المواطن السوداني، يعيش في مناخ كالح وبؤس مستشرٍ، ولا تجد السعادة مساحة فيها، ويظهر هذا منذ لحظات الاستيقاظ صباحاً، والوالدة تنهرك بالذهاب للفرن، وبقية الهموم التي تواجه الفرد منا، وانقطاع الكهرباء وصفوف الخبز والبنزين والغاز، وتعثر المواصلات، وانعدام الأمن الوظيفي في مكان العمل، وتزايد الأسعار بدون سبب، وغيرها من منغصات الحياة.
إذن كيف لنا أن نرفع المقياس العالمي للسعادة في دولة كالسودان، ومواطن مطحون والمواطن السوداني، من أجل تحقيق التنوع في وجوه السعادة والإيجابية والتفاعل والأمل في جميع مناحي حياتنا لتحقيق طموحاتنا في الوصول إلى تحقيق السعادة من خلال رؤيتنا 2030.
متى سيبث الأمل والمقدرات لإسعاد المواطن السوداني، ليكون مواطناً له كل مقومات المواطنة، ويعيش حياته بدون منغصات أو مشاكل أو حوجة؟؟!!.
السعادة هي المحرك الرئيس، وتتأتى في أن نغرس السعادة في نفوس الآخرين، بقدر المستطاع، وبخاصة في إشراقات الجيل الصاعد، جيل الشباب والأطفال.
متى أن يكون السودان وطناً للسعادة نفتخر به ويفتخر بنا، لتقديم أفضل الخدمات الأساسية من تعليم وصحة بالإضافة إلى البنى التحتية القادرة لمزيد من ازدهار الحياة.
ورغم أن جائحة كورونا، قد انزلقت بنا إلى درك سحيق، في التعامل والترقب ولكنها كانت جزءاً من الحل، وتحولت من محنة إلى منحة ربانية، لنستيقظ من غفوتتا.. وتضرب صدرونا ونتنفس الصعداء بأن غداً أجمل.
فالمطلوب تأمين أقصى درجات الاستقرار الاجتماعي للجميع لهم ولأسرهم، ووضع خطط مستقبلية يراعى فيها مؤشرات السعادة، والدعم النفسي من خلال حملات وبرامج لتساعد الأسر على تخفيف حدة التباعد الاجتماعي والقلق والتوجيه، لجودة الحياة والاستفادة من الخدمات ااتكنولوجية واللوجستية، مع بواعث الأمن والاستقرار.
صلاح غريبة
صحيفة اليوم التالي